فيا قبر معنٍ كيف واريتَ جُودَهُ ... وقد كان منه البَرُّ والبحرُ مُتْرَعا
ويا قبر معنٍ أنت أوَّلُ حفرةٍ ... من الأرض خَطَّتْ للسماحة مَضْجَعا
بلى قد وسعتَ الجود والجودُ ميِّتٌ ... ولو كانَ حيًّا ضِقْتَ حتى تَصدَّعا
فتًى عِيشَ في معروفه بعدَ موتِه ... كما كان بعد السَّيلِ مجراهُ مرتعا
ولما مضى معنٌ مضَى الجود وانقضى ... وأصبحَ عِرْنينُ المكارمِ أجدعا (?)
وهي من قصيدة منها:
وما كان إلَّا الجودُ صورةَ وجهه ... فعاش كريمًا ثم ولَّى مودِّعا
وقد كان معن في المواقف غُرَّةً ... لآل نزارٍ ساميَ الطَّرفِ أروَعا (?)
ولما بلغت هذه الأبيات محمد المهدي شقَّ عليه فغضب وقال: ما أبقى ابن مطيرٍ لنا ولغيرنا شيئًا، فحكى البلاذري قال: خرج محمد المهدي يتصيَّد، فلقيَه الحسينُ بن مطير فأنشده: [من البسيط]
أضْحَتْ يمينُك من جودٍ مصورةً ... لكن يمينُك (?) منها صورةُ الجودِ
من حُسنِ وجهك تُضْحِي الأرضُ مشرقةً ... ومن بنانكَ يجري الماءُ في العودِ
فقال له المهدي: كذبتَ، وهل تركتَ لأحدٍ في شعركَ موضعًا بعد قولك في معن:
ألِمَّا على معنٍ وقولا لقبره
فقال له الحسين بن مطير: يا أمير المؤمنين، وهل معن إلَّا حسنةٌ من حسنات أبيك، أو من حسناتك، فرضي عنه، وأمرَ له بألفي دينار.
وقال الحافظُ ابن عساكر: كان الشافعيُّ ينشد للحسين بن مطير هذه الأبيات: [من الطويل]
وليس من الفتيان من راحَ أو غدا (?) ... لشرب صَبُوحٍ أو لشربِ غَبُوقِ
ولكن فتى الفتيانِ من راحَ واغتدى ... لضرِّ عدوٍّ أو لنفعِ صديقِ