السنة الحادية والخمسون

فيها عزل أبو جعفر عمر بن حفص بن عثمان بن أبي صفرة عن السند وولَّاه إفريقيَّة، وولَّى مكانه على السند هشام بن عمرو التغلبي (?).

وفيها ابتدأ أبو جعفر بعمارة الرصافة بالجانب الشرقيّ، وعمل لها سورًا، وخندقًا، وأجرى إليها الماء كما فعلَ ببغداد.

وسببه أن أبا جعفر استشارَ بعضَ أقاربه فقال: ما ترى ما نحن فيه من شغب الجند ووثوبهم علينا كلَّ وقت؟ ! فقال له: الرأيُ عندي أنْ تعبُر بولدك إلى الجانب الشرقيّ، وابنِ له هناك قصرًا وبلدًا، وحوِّل معه من الجيوش جيشًا، فيصير ذاك بلدًا وهذا آخر، فإن فسدَ عليك أحد البلدين ضَربهم بالآخر، وإن فسدت عليك المضريَّةُ ضربها باليمانية، أو اليمانية ضربها بالمضريَّة، الخراسانية ضربها بأعدائها (?).

ففعل أبو جعفر ذلك، فاستقامت له الأمور.

ووُزِنَ ما بين الرصافة وبغداد فكانت بغداد أعلى من الرصافة بذراعين وثلاثين ذراع (?)، كذا ذكره الخطيب. وهو بعيدٌ في رأي العين اليوم.

وفيها قدم المهديُّ على أبي جعفر ببغداد، فالتقاه أبوه، وأحسن إلى أصحابه، وكساهم، وحملهم، وكذا فعل المهدي (?).

وفيها جدَّد أبو جعفر البيعة لنفسه ولابنه محمد المهدي، ثمَّ لعيسى بن موسى من بعده، فكان من يبايعه يقبِّلُ يدَه ويد المهدي، ثم يمسحُ على يد عيسى بن موسى ولا يقبِّلُها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015