مالك فقد كتب العلم، وأمَّا الشافعي فمنِّي وإليَّ (?).
قلت: هذا من قلَّة فهم الخطيب والذي رأى المنام؛ لأنَّه كيف يُظَنُّ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه لا يعرفُ أبا حنيفة، أليس قد ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّه قال: "تُعرَضُ عليَّ أعمالُ أمتي يوم الاثنين والخميس" (?)؟ فلا بدَّ أن يَعْرفَ من يعرض عليه من أمَّته (?)، ثمَّ هذا معارَضٌ بما رَوى الفضلُ بن خالد قال: كنتُ أبغضُ أبا حنيفة، فرأيتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام، فقال لي: إنَّ كلامَ أبي حنيفة ككلام لقمان الحكيم، لا بل يزيدُ عليه، فرجعتُ إلى عند أبي حنيفة (?).
وقد قال العوَّام بن حوشب: اذكروا محاسن السلف؛ لتجمعوا القلوبَ عليهم، ولا تذكروا مساوئَهم فتنفِّروا النفوس عنهم.
انتهت ترجمةُ أبي حنيفة - رضي الله عنه -.
* * *