إذا جار الأميرُ وكاتباه ... وقاضي الأرض داهَنَ في القضاء

فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ ... لقاضي الأرض من قاضي السماء

قال: فارتعدتُ، وسقط السيف من يدي، وخرجتُ إلى ها هنا من وقتي (?).

ولما بلغ السفَّاحَ فعلُ أخيه أعظَمَ ذلك، وعزله، وولى على الموصل عمَّه إسماعيل بنَ عليٍّ.

وفيها مات داود بنُ علي بعد أن أفنى مَنْ كان في الحجاز من بني أُميَّة، وولَّى أبو العباس خاله زياد بنَ عُبيد الله (?) الحارثي على المدينة ومكة والطائف.

وفيها فرَّق أبو العباس عمَّاله في البلاد، فبعث إلى البصرة والبحرين وعُمان وتلك النواحي عمَّه سليمان بنَ عليٍّ، وبعث محمد بن يزيد بن عبيد الله بن عبد المَدَان الحارثي إلى اليمن، وولَّى عبد الله بنَ على وصالح بنَ علي الشامَ، ومحمد بن الأشعث إفريقية، فسار إليها فافتتحها.

وفيها نزل ملك الروم على مَلَطْيَة، وكان عمر بنُ عبد العزيز رحمة الله عليه قد اشتراها وجعلها معقِلًا للمسلمين، فحصَرَها في هذه السنة وضايقها، وقاتلوه قتالًا شديدًا، وكان عبد الله وصالح على الشام، فلم يكن لهما به طاقةٌ، فطلَبَ منه المسلمون الأمانَ، فأعطاهم، ففتحوا له الأبوابَ، فدخل، وهدَمَ الجامع، والسور، ودارَ الإمارة، وبعث مع المسلمين خيلًا أوصلتهم إلى المأمن، ووفى لهم.

وحجَّ بالناس زياد بن عُبَيد الله الحارثي وهو على الحجاز، وعلى الكوفة عيسى بنُ موسى، وعلى قضائها ابنُ أبي ليلى، وعلى البصرة وما والاها سليمان بنُ علي، وعلى قضائها عباد بن منصور، وعلى خراسان أبو مسلم، وعلى السِّند منصور بن جمهور مخالف لبني العباس، وعلى الشام عبد الله بنُ علي، وعلى الجزيرة أبو جعفر المنصور، وعلى مصر أبو عون عبد الملك بنُ يزيد، وعلى دواوين الخراج خالد بنُ بَرْمَك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015