وكان إذا رأى وَهَنًا (?) أنشد:

والثوبُ إنْ أَسرعَ فيه البِلَى ... أعيا على ذي الحِيلةِ الصَّانعِ

كنَّا نُداريها فقد مُزِّقَتْ ... واتَّسَعَ الخَرْقُ على الرَّاقعِ (?)

وهو الذي بني المدينة الهاشمية بالكوفة، وكان عزمَ على تسميتها: الجامعة، فقيل له: أرأيتَ إنْ قيلَ: أين الأمير؟ فيقال: في الجامعة! فسمَّاها: المحفوظة، فلمَّا نزلها أبو العبَّاس؛ سمَّاها الهاشمية، وزاد في بنائها (?).

وقال زياد بن عبد الله (?) الحارثي خالُ السَّفَّاح: وفدتُ على مروان في جماعة ليس فيهم يمانيٌّ غيري، وكان يزيد بنُ هبيرة على شُرطته وهو على بابه يسمع إنشادَ الشعراءِ وخُطَب الخطباءِ في مدح مروان، ويبحث عن أنسابهم، فقلت: إنْ عرفَ نَسَبي زادَني عنده شرًّا، فتأخرتُ, فلمَّا لم يبق غيري قال في: انتسِبْ. فقلتُ: أنا من اليمن. فقال: من أيّها؟ قلت: من مَذْحِج. فقال: إنك لَتطمحُ بنفسك، اخْتَصِرْ. فقلت: من بني الحارث بن كعب، فقال: يا أخا بني الحارث، إن الناس يزعُمون أن أبا اليمن قرد، فما تقول؟ فقلت: الحجَّة ظاهرة، وكان متَّكئًا فاستوى قاعدًا وقال: وما حجَّتك؟ قلتُ: ينظر في كنية القرد، فإن كان يُكنى بأبي اليمن؛ فهو أبو اليمن، وإن كان يكنى بأبي قيس؛ فهو ممَّن يُكنى به. فوجَمَ، وجعل اليمانيُّة تَعَضُّ على شِفاهها، والقيسيَّة تكاد تزدردُني.

ودخل بها الحاجب على مروان، وقام ابنُ هُبيرة، فدخل عليه ثم خرج وقال: أين الحارثيُّ؟ فقلت: ها أنا، فدخل بي على مروان وهو يضحك، فقال: إيه عنك وعن ابنِ هُبيرة! وايمُ اللهِ لقد حَجَجْتَه، أوليس يزيدُ بنُ معاوية يقول:

تَمَسَّكْ أبا قَيسٍ بفَضْلِ عِنانها ... فليس عليها إنْ هَلَكْتَ ضَمانُ

فلَمْ أرَ قِرْدًا قبلَه سَبقَتْ بهِ ... جِيادُ أميرِ المؤمنين أتانُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015