وكان يقول (?): أين كانت حلومُنا في نسائنا؟ ! ألا زوَّجْنَاهنَّ من أكفائنا من قريش، فكُفينا مؤنتهنَّ اليوم.

قال الخطيب (?): وكان عبدُ الله وليَّ عهدِ أبيه بعد أخيه عُبيد الله (?)، وأقام بأرض النُّوبة زمانًا، ثم رجع إلى الشام مستخفيًا في أيَّام المهديّ، فأُخِذَ وحُمل إلى بغداد، فحبسه المهديّ بها حتى مات في حبسه.

وقال سليمان بن [أبي] جعفر: كنتُ واقفًا ليلة على رأس أبي؛ المنصور، وعنده عمومتُه: إسماعيل، وسليمان، وصالح، [وعيسى] فتذاكروا أيَّام بني أمية وما صنع بهم عبدُ الله، وقَتْلَ مَنْ قَتَلَ منهم بنهر فُطْرُس، فقال أبو جعفر: ألا مَنَّ عليهم لِيَرَوْا من دولتنا ما رَأَينا من دولتهم، ويرغبُوا إلينا كما رَغِبْنا إليهم؟ ! فقد -لعمري- عاشوا سُعداء، وماتوا فُقداء.

فقال إسماعيلُ بنُ علي: يا أمير المؤمنين، إنَّ في حبسك منهم عبدَ الله (?) ابنَ مروان، وقد كانَتْ له قصةٌ عجيبة مع ملك النُّوبة، فابعثْ إليه فسَلْهُ عليها، فقال: يا مُسَيِّب، عليَّ به.

فأُخرجَ فتًى مقيَّدٌ بقيدٍ ثقيل، وغُلٍّ ثقيل، فمثَلَ بين يديه، وسلَّم عليه بالخلافة، فقال: يا عبد الله (?)، رَدُّ السلام أَمْنٌ، ولم تسمح نفسي لك بذلك بعد، ولكن اقْعُدْ. وجاؤوا بوسادة فثُنيت، فقعد عليها، فقال له: قد بلغني أنه كانت لك قصةٌ مع ملك النُّوبة، فحدِّثْني بها. فقال: يا أمير المؤمنين، والذي أكرمَك بالخلافة، ما أقدرُ على النفس من ثقل الحديد، ولقد صَدِئ قَيدي ممَّا أُرَشِّشُ عليه من البَوْل، وأصبُّ عليه الماء في أوقات الصلوات، فقال: يا مسيَّب، أطلق عنه حديدَه. فأطلَقَه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015