وقال ابنُ عساكر: كان الحجَّاج بنُ قُتيبة بن مسلم الباهلي مع مروان ببُوصير، فقال: خرجتُ مع أولاد مروان لما قُتل هاربين على النيل، فمشينا حتى تقطعت أقدامنا، وكان معنا أمُّ مروان بنت مروان، فما سمعنا لها كلمةً ولا أنَّة واحدة، وعليها مِقْرَمَةٌ (?)، ليس عليها غيرها (?)، حتى أتينا البحر، وخرجنا إلى جُدَّة.

قال ابن عساكر: فأخذَ (?) الحجاجُ بأمان، وحُمل إلى أبي العباس، فقال له: يا حجَّاج، كنتَ مع مروان وأولاده؟ فقال: يا أمير المؤمنين، قوم أحسنوا إلينا وخلطُونا بأنفسهم، فلم يجمل بنا مفارقتهم إلا عن رضًى منهم. فقال له أبو العباس: هذا واللهِ الوفاء (?).

وذكر ابن الكلبي القصة أتمَّ من هذا، فقال:

التقى مروان وعامر بن إسماعيل ببُوصِير، فاقتتلُوا ليلًا، وعبدُ الله وعُبيدُ الله ابنا مروان واقفانِ ناحيةً في جمعٍ من أهل الشام، فحملَ عليهم أهلُ خُراسان فأزالُوهم عن مواقفهم، وقُتل مروان، وانهزمَ عبدُ الله وعُبيد الله على وجوههما في السَّحَر، وقَتَلَ الخُراسانيون مَنْ قدروا عليه من أهل الشام، ورجعوا عنهم.

وطلع الفجر، ولحق الناسُ بعبد الله وعُبيد الله منقطعين؛ العشرة والعشرون، والأكثر والأقلّ، فيقولان لهم: كيف خلَّفْتُم أميرَ المؤمنين؟ فيقولان: تركناه يقاتل. وجاء مولًى له، فأخبرهم بقتله، فبكى عبدُ الله، فقال له عُبيد الله: يا ألْأم الناس، فررتَ عنه وتبكي عليه؟ ! ولحقَهم ألفان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015