قتيبة [بن مسلم]: انظروا إلى (?) محمد بن واسع. فنظروا؛ وإذا به في طرف الميمنة رافعًا أصبُعَهُ إلى السماء، فأخبروا قُتيبة، فقال: تلك الأصبع الفاردة (?) أحبُّ إليَّ من مئة ألف سيف شهير، وسِنانٍ طَرِير (?). ثم قال: لا يُخذل جيشٌ فيه محمد بن واسع، احملُوا على بركة الله. فحملُوا، فانهزمت التُّرك.
[قال الجوهري: شَهَرَ سيفَه يَشْهَرُه شَهْرًا، أي: سَلَّهُ. والطَّرِير: ذو الرُّواء والمنظر.
وروى ابنُ أبي الدنيا عن عِلْجَةٍ كانت في دار محمد بن واسع أنها كانت تقول كلماتٍ بالأعجمية؛ معناها: هذا رجلٌ إذا جاء الليل؛ لو كان قتل أهل الدُّنيا ما زاد (?).
وروى ابنُ أبي الدُّنيا] عن مطر الوَّراق قال: ما اشتهيتُ (?) أن أبكيَ قَطُّ إلا نظرتُ إلى وجه محمد بن واسع، فأبكي حتى أشتفيَ، كأنه ثَكِلَ عشرةً من الحُزْن.
وروى أبو نُعيم عنه أنه كان يقول: لو كان (?) للذنوب رائحة ما قدرتُم أن تدنُوا منّي من نَتَن ريحي.
وروى أيضًا عن عبد العزيز بن أبي روَّاد قال: رأيتُ في يد محمد (?) بن واسع قَرْحة، فاغتممتُ، فقال: أتدري ما للهِ عليَّ في هذه القَرْحةِ من نعمةٍ حيثُ لم يجعلها على طرف ذكري، أو لساني، أو على حدقتي.