ولما ثَقُل؛ دخلَ عليه أصحابُه، فجاء هارونُ بنُ رِئاب، فأوسعوا له، فجلس ناحيةً والقوم في تقريظ محمدٍ، ومحمدٌ مغلوبٌ، فأفاقَ، فسمعَ بعضَ قولهم، فقال: {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ} الآية [41: الرحمن] إذا جُمع بين ناصيتي وقدمي لا يُغني عني -واللهِ- ما تقولون شيئًا، يا إخوتي، يُذهَبُ بي - واللهِ - عنكم إلى النار، أو يعفو الله عني (?).

وروى أبو نُعيم عن موسى بن يسار قال: صحبتُ (?) محمد بنَ واسع من مكة إلى البصرة، فكان يصلِّي الليل أجمع في المَحْمِل جالسًا يومئُ برأسه إيماءً، وكان يأمرُ الحادي يكونُ خلفَه أَنْ يرفع صوتَه حتى لا يُفطن له، وكان ربَّما عرَّس من الليل، فينزلُ فيصلِّي، فإذا أصبح أيقظَ أصحابَه (?).

[وروى أبو نعيم الحافظ بإسناده قال: كان محمد بنُ واسع مع قتيبة بن مسلم في جيش، وكان قُتيبة صاحب خُراسان، وكانت التُّرك قد خرجت إليهم، فبعث إلى المسجد لينظر مَنْ فيه، فقيل: ليس فيه غير محمد بن واسع رافعًا أصبُعَة، فقال قُتيبة: أصبُعُه تلك أحبُّ إليَّ من ثلاثين ألفَ عِنان (?).

وروى أحمد الدورقيّ عن أبي أحمد المرُّوذي عن عليّ بن بكَّار، عن محمد قال: كان محمد. وذكره.

وقد رواه الدورقيّ من وجه آخر] عن عبد الواحد بن زيد [قال: ] خرج محمد (?) بن واسع في غَزاة مع قُتيبة، وقد لقيَ التُّركَ في يوم لا يُرى فيه إلَّا الرؤوس طائرةً، فقال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015