ومن يُمْنِ نقيبتك بسطُ يدك في الأموال، فلا ندري (?) أيُّ المالينِ أقرُّ لعينك؛ مالٍ قدم عليك، أم مالٍ خرجَ من يدك، بل أنت بما خرج أقرُّ عينًا وأسمحُ نفسًا (?).
فجزاك الله عن رعيَّتك أفضلَ الجزاء، ووفَّقهم لشكر أياديك، وأدام عليهم نعمتَه، وأسبغ (?) فضله.
[قال المدائني: ] فأعجبَ أسدًا كلامُه وقال: أنت خيرُ دهاقيننا، وأحسنُهم هديَّةً. ثم فرَّقَ أسدٌ الهدايا على من كان حاضرًا، فلم يُبق منها شيئًا، ثم قام عن سريره.
ومرض بعد أيام، وأفاقَ، فجلس يومًا والناسُ حولَه وخُراسانُ - دهقانُ هَراة - فيهم، فأُهْدِيَ لأسد كُمَّثْرَى، ففرَّقَه على الناس واحدةً واحدة، [ورَمَى إلى خُراسان بواحدة] فانقطعت الدُّبَيلة في جوفه فمات، وكانت وفاتُه في المحرَّم (?).
وقال محمد بن أبي رجاء: مرَّ أسدُ بنُ عبد الله على دِهقان يعذَّب في حبسه بِدَهَقٍ (?)، فناداه: يا أسد، إن كنتَ تعطي مَنْ يَرحم، فارحَمْ من يُظلم (?)، إن السماوات لتنفرجُ لدعوة المظلوم، فاحْذَرْ ممن (?) لا ناصر له إلَّا الله، ولا جُنَّةَ إلَّا الثقة به، ولا سلاحَ إلَّا الابتهالُ إليه، فإنَّه لا يُعجزه شيءٌ، يا أسد، إنَّ البغي مصرعُه وَخِيمٌ، ولا تغترَّ بإبطاء الغِياث من ناصرٍ منى شاء أن يُغيثَ أَغاثَ، وقد أَمْلَى لقومٍ لكي يزدادوا إثمًا، ومَنْ رغبَ عن التمادي فقد نال إحدى الغنيمتبن، ومن خرج عن (?) السعادة فلا غاية له إلَّا الشقاوة.