وبلغ خالدَ بنَ عبد الله [القسريَّ] خبرُه، فأرسل إليه، فجيء به وهو في نفر؛ ستة أو سبعة. قال الزُّهري (?): وأمر خالد بالنار والنّفط والقَصَب، وقال للمغيرة: خُذْ طَنًّا (?)، فأبى، فأخذَتْه السِّياط، فاحتضنَ طَنَّا، فأُحرقَ (?) هو ومن معه (?).
وفيها حكَّم جماعةٌ من الخوارج منهم بُهلولَ بنَ بشر، وكان خرج إلى الحجِّ، فنزل بقرية من قُرى السَّواد، فأمر غلامَه أن يشتريَ بدرهم خلًّا، فجاء غلامُه بخمر، فودَّه، ومضى بُهلول إلى عامل القرية، فكلَّمه، فلم يلتفت إليه وقال: الخمر خيرٌ منك ومن أصحابك. وأغلظَ له، وبقي في قلبه.
ومضى إلى مكة، فلقيَ بها مَنْ هو على مثل رأيه، فعزمَ على الخروج على السلطان، فاتَّعد هو ومن كان معه (?) أنه إذا عاد من الحجّ خرج بقرية كذا من أرض الموصل. فاجتمعوا هناك وهم أربعون رجلًا، وأمَّرُوا عليهم البُهلول، ونهبوا دوابَّ البريد، فقال البُهلول لأصحابه: ابدؤوا بالعامل (?) الذي شتمني فقالوا: إنْ بدأنا به اشتهرَ أمرُنا، وحَذِرَنا خالدٌ وغيره، ونحن نريد أن نبدأ بخالد الذي يهدم المساجد، ويبني البِيَعَ والكنائس، ويولِّي المجوس وأهل الذِّمَّة على المسلمين ينكحون المسلمات (?). فدعنا نقصده بغتةً فنقتلَه ونريحَ المسلمين منه. فقال: لابدّ من قَتْلِه. فأتاه فقتلَه.