فكتب هشام بن عبد الملك إلى واليه بالمدينة أن يُفرِّقَ بينهما؛ باعتبار أنها كانت وليِّةَ نفسها (?)، ثم خلف عليها الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان -وكان على مصر- ولم يدخل بها، فنَفِسَ عليه عبدُ الملك، فكتب إليه: اختر إمَّا سُكينة، وإمَّا مصر، فطلَّقها ومتَّعَها عشرين ألف دينار (?).

وقيل: إنَّ أوَّلَ مَنْ تزوَّجَها عبد الله (?) بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، فقُتل مع الحسين يوم الطُّفوف قبل أن يبتنيَ بها (?).

وكانت من أجلِّ نساء قريش، دخلت على هشام في قواعد نساء قريش، فسلبَتْه مِنْطَقَتَه، ومِطْرَفَهُ وعِمامتَه، فدعا هشام بثيابٍ غيرِها فلبسَها.

وكان مروان إذا لعن جدَّها عليًّا - عليه السلام -؛ لعنَتْه وأباه وأبا أبيه (?).

ومن شعرها لما قُتل مصعبٌ زوجُها:

فإن يقتلُوه يقتلوا الماجد الذي ... يرى الموتَ إلا بالسيوف حراما

وقبلَكَ ما خاضَ الحسينُ منيَّةً ... إلى السيف حتى أوردوه حِماما (?)

و[قال أبو اليقظان: ] كانت [سُكينةُ] من الجمال والأدب والظَّرَف والسخاء والعفاف والفضل بمنزلة عظيمة، وكان يأوي إلى منزلها العلماء والأدباء والشعراء، فتُخيِّر بينهم وتُجيزهم بالألف دينار وأكثر من ذلك على أقدارهم، وكانوا يفتخرون بأشعارهم ويُحكِّمونها لِما يعلمون من عقلها وأدبها وحِذْقِها بالشعر، وكان يجتمع إلى بابها الفرزدق، وجرير، وكُثَيِّر عَزَّة، ونُصَيب، وجميل، والأحوص، وغيرهم (?).

[وفدت سُكينة على عبد الملك، فأكرمها وقضى حوائجها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015