ابن علي بن أبي طالب، أبو جعفر الباقر، وإنَّما سميَ الباقر لوجهين:
أحدُهما: لكثرة سجوده، فإنه بقر جبهتَه، أي: فتحَها، ووسَّعَها.
والثاني: لغزارة علمه، وفيه يقول القرَظيّ:
يا باقرَ العلمِ لأهل التُّقَى ... وخَير مَنْ لَبَّى على الأجْبُلِ (?)
وقيل: إنَّما سمّيَ الباقر أقوله: استصرخني الحقُّ وقد حواه الباطل في جوفه، فبقرتُ عن خاصرته، وأطلعتُ الحقَّ (?) من حُجُبه حتَّى ظهرَ وانتشرَ بعد ما خفيَ واستتر.
ويسمَّى الشاكر والهادي.
وهو من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة، وأمُّه أمُّ عبد الله بنت الحَسَن بن علي بن أبي طالب (?).
وقال الحاكم: وَلَدَ علي بنُ الحسين ستةً رَوَوا العلم وحدَّثُوا: محمدًا، وعبدَ الله، وزيدًا، وعمر، وحسينًا، وفاطمة، وليس فيهم تابعي غير محمد، وهو باقر العلم.
ولمَّا ولِيَ عمرُ بنُ عبد العزيز - رضي الله عنه - الخلافة أُوفد عليه، فكان يستشيرُه في أموره، فأقام عنده مدَّةً، فلمَّا أراد الانفصال عنه بعث إليه عمر: أنا آتيك لوداعك، فأتاه في رَحْله، فجلس بين يديه، والتزمَه عُمر، ووضعَ صدرَه على صدره، وبكى، وقضى حوائجَه كلَّها، ثم افترقا فلم يجتمعا (?).
وقال عبدُ الله بنُ عطاء: ما رأيتُ العلماء عند أحدٍ أصغرَ منهم عند محمد الباقر، لقد رأيتُ الحَكَمَ بن عُتيبة عنده كأنَّه يتعلَّم (?). وكان الحَكَم عالمًا نبيلًا.