أبو عبد الله، من الثالثة من أهل الشام، قال: كنت مولًى لعمرو بن سعيد بن العاص، فوهَبَني لرجل من هُذَيل بمصر، فأنعمَ عليَّ بها، فما خرجت من مصر حتَّى ظننتُ أنَّه ليس بها علم إلا وقد سمعتُه، ثم قدمت المدينة، فما خرجتُ منها حتى ظننتُ أنَّه ليس بها علمٌ إلا وقد سمعتُه، ثم لقيتُ الشعبيَّ فلم أرَ مثلَه (?).
واختلفتُ إلى شُريح ستة [أشهر] (?) لم أسأله عن شيء، أكتفي بما أسمعُه يقضي به.
ورأيتُ أنس بنَ مالك في مسجد دمشق، فسلَّمتُ عليه، وسألتُه عن الوضوء من شهود الجنازة، فقال: كنَّا في صلاة ورجعنا إلى صلاة، فما بال الوضوء فيما بين ذلك (?)؟
وكان في يده خاتمٌ من حديد نَقْشُه: ربِّ باعِدْ مكحولًا من النار.
وكان يتختَّم في يساره، ويأخذ العطاء، فيتقوَّى به على جهاد عدوّ الله.
ورُويَ أنَّه كان من أهل كابُل، وكان يقول بالقدر (?)، وكان ضعيفًا في حديثه وروايته.
ومات سنة اثنتي عشرة ومئة، وقيل: سنة ثلاث عشرة، وقيل: سنة ثماني عشرة ومئة (?).
ابن إياس، أبو إياس المُزَنيّ، من الطبقة الثانية من أهل البصرة، كان ثقةً، وله أحاديث (?).