ونزلَ خاقان على بُخارى، والجُنيد بسمرقند قد تحصَّن بها ورجع إليها الناس، وكان ببُخارَى قَطَن بنُ قتيبة، فأراد الجُنيد أن يسير إليه ليُنجده، فمنعه أهل الرأي وقالوا (?): اصبْر حتَّى يأتيَ المدد من العراق.

فخلَّفَ عثمانَ بنَ عبد الله بن الشَخِّير بسمرقند في جيش، وأنفقَ فيهم المال، وأمر الجُنيد ... (?) فحُملوا إلى مرو.

ولحقَهم خاقان، فاقتتلوا، وعطش خاقان ومن معه، فرجعوا عنهم، وأتى المسلمون بُخارى.

وهذه الوقعة يقال لها: وقعة الشِّعْب، وقد أكثر الشعراء فيها القول، وقال بعضُهم يمدحُ نصر بن سيَّار في ذلك اليوم، وهو خالد بنُ المعارك، وهو ابن عرس:

يا نصرُ أنت فتى (?) نزارٍ كلِّها ... ولك المآثرُ والمَحَلُّ الأرفعُ

فرَّجْتَ عن كلِّ القبائلِ كُرْبةً ... بالشِّعْب حين تخاصموا وتضعضعوا

ما زلتَ ترميهم بنفسٍ حُرَّ؛ (?) حتَّى تفرَّقَ (?) جمعُهم وتَصَدَّعُوا

فالناسُ كلٌّ بعدها عتقاؤكم ... ولك المكارمُ والمعالي أجمعُ

وقال أيضًا من قصيدة طويلة منها (?):

وكم ثَوَى بالشِّعْب من حازمٍ ... جَلْدِ القُوى ذي مِرّةٍ ماجدِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015