وقد أشرنا إلى طرف من القصة في صدر الكتاب في ترجمة امرئ القيس.
وقال أبو عمرو بن العلاء: كان الفرزدق أروى الناس للأشعار. وقد ذكرنا مدحه لأهل البيت] (?).
ذكر وفاته:
قال أبو عمرو بن العلاء: حضرتُ الفرزدق عند وفاته، فما رأيتُ أحسنَ ثقة بالله منه (?).
[واختلفوا فيها؛ فقال الواقدي: مات في سنة إحدى عشر ومئة. وقال الهيثم: في سنة عشر ومئة.
وقال أبو عمرو بن العلاء: ] وقدم جرير من اليمامة بعد موته، فاجتمع إليه الناس، فما أنشدهم، ولا كلَّمهم كلمةً. قالوا: فما الَّذي بك؟ قال: أطفأ -واللهِ- موتُ الفرزدق جمرتي وأسألَ عَبْرتي وقرَّب منيَّتي. ثم شخص إلى اليمامة، فنُعي لنا في شهر رمضان بعد الفرزدق (?).
وقال [أبو] الهيثم الغَنَويّ: كان جرير بالبادية، فنُعي إليه الفرزدق، فاعترض الطريق، فإذا بأعرابيّ على قَعُود، فقال [له جرير]: من أين؟ قال: من البصرة. قال: فما الخبر؟ قال: رأيت جنازةً عظيمة فيها الحسن البصري فسألتُ عنها، فقيل: جنازة الفرزدق.
قوله: رأيتُ جنازة عظيمة فيها الحسن البصري، فيه نظر لأنه ذُكر وفاة الحسن رحمة الله عليه في سنة عشر ومئة، والفرزدق في سنة إحدى عشرة إلا أن تكون تأخَّرت وفاة الحسن رحمة الله عليه (?).