شَتمْتُما قائلًا بالحقِّ مقتديًا (?) ... عند الخليفةِ والأقوالُ تنتَضِلُ
شَتَمْتُماه على رَفْعي ووَضْعِكما ... لا زلتُما في انحطاط أيُّها السَّفِلُ
ثم قام جرير، فقبل رأس الأعرابيّ وقال: يا أمير المؤمنين، جائزتي له. وكانت خمسةَ عشرَ ألفًا في كل سنة، فقال عبد الملك: وله مثلُها من مالي. فأعطاه إياها (?).
[وقال هشام ابن الكلبيّ: ] كان عبد الملك يفضّل الأخطل على جرير، فحضرا يومًا عنده، فأنشد الأخطل:
وإني لَقوَّامٌ مقاماتٍ (?) لم يكن ... جريرٌ ولا مولى جريرٍ يقومُها
فقال جرير: أجل والله، إنك تقومُ (?) إلى الخمر فتشربه، وإلى الخنزير فتذبحه وتأكله، وإلى الصليب فتسجد له وتقبِّلُه، وجريرٌ ما يفعل شيئًا من ذلك (?).
ومن أحسن ما قال جرير:
إنَّ الذين غَدَوْا بقلبك (?) غادروا ... وَشَلًا بعينك ما يزالُ مَعِينا (?)
غَيَّضْنَ مِنْ عَبَراتهنَّ وقُلْن لي ... ماذا لَقِيتَ من الهوى ولَقِينا
وسمع ابنُ السائب المخزومي (?) هذين البيتين -وكان من ظراف الناس، وكان صائمًا- وقد قام إلى صلاة المغرب، فلمَّا صلَّى المغرب وقُدِّمت إليه المائدة قال: