وقال أبو الفرج الأصفهاني: حارثة بن بَدْر الغُداني كان من فرسان تميم وساداتها، وأحسب أنه أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حال صباه، وكان من دُهاة العرب، وكان علي رضوان الله عليه قد نذر دمه لفساده في الأرض.
قال العتبي: فاستجار بسعيد بن قيس الهمداني، فأخذ له أمانًا من علي رضوان الله عليه.
قال الأصمعي: مات برَامَهُرْمُز، وقال الهيثم: بنيسابور؛ خرج إليها غازيًا فمرض، ومعه غلام فعصى عليه، فقال حارثة: [من البسيط]
يا كعبُ ما طلعتْ شمس ولا غَربتْ ... إلا تُقَرِّب آجالًا لميعادِ
لا أُلفينَّك بعد الموت تَنْدُبُني ... وفي حياتيَ ما زوَّدْتَني زادي
إذا لقيتَ بوادٍ حيَّةً ذَكَرًا ... فاهدأ ودَعْني أُمارسْ حيَّةَ الوادي
قد استشهد الزبير - رضي الله عنه - بالبيت الأوسط، فيحتمل أن يكون هنا تضمين، والله أعلم (?).
ابن الحكم بن أبي عَقيل، ابن عم الحجاج بن يوسف.
ولاه الحجاج البصرة، وزوّجه أخته زينب بنت يوسف، وكان قد عوض عليها الحجاج أن يزوجها محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل، وهو ابن سبع عشرة سنة، وهو يومئذ أشرف ثقفي في زمانه، والحكم شيخ كبير، فاختارت الحكم.
ثم عزل الحجاج الحكم عن البصرة بسعد العُذْرِيّ (?).
وكان الحكم بخيلًا، ولَّى العِرْق رجلًا من بني مازن يلقب العَطَرَّق، وخرج الحكم يومًا مُتنزّهًا، فنزل بالعِرق ودعا بغدائه، فتغدّى معه العَطَرَّق، فأخذ دُرَّاجةً، فانتزع