وقال له رجل: إن رأيتُ سكرانًا يسعني أن لا أرفعه إِلَى السلطان؛ فقال له سعيد: إن قَدَرتَ أن تستره بثوبك فافعل.
قال ابن سعد: وهو القائل: قلة العِيال أحد اليَسارَين.
وكان بين عينيه أثر السجود، وكان أبيض الرأس واللحية (?).
[قال هشام: ] كان الحسن البَصْرِيّ إذا أفتى بفتوى فقيل له: قد خالفك فلان وفلان لا يرجع عن فُتياه، فإذا قيل له: قد خالفك ابن المسيّب؛ رجع إِلَى قول ابن المسيّب ويَدَع قول نفسه.
وقال سعيد وقد مرَّ به [ابن] مُرخِية الكِلابي وهو فِي المسجد: هذا والله أكذب العرب، قيل: وكيف يَا أَبا محمَّد؛ قال: أليس الذي يقول: [من الطَّويل]
سألْتُ سعيدَ بنَ المُسيِّب مُفتيَ الـ ... ــــمدينةِ هل فِي حبِّ ظَمياءَ من وزْرِ
فقال سعيد بنُ المسيّب إنما ... تُلامُ على ما تستطيعُ من الأمْرِ
كَذَب، لا والله ما سألني عن هذا قطُّ ولا أفتيتُه (?).
ذكر وفاته:
[حكى ابن سعد قال: ] دخل نافع بن جُبير بن مُطعِم على سعيد بن المسيّب يعوده فِي مرض موته، فأغمي عليه، فقال نافع: وَجّهوه إِلَى القبلة، ففعلوا، فأفاق فقال: من أمركم أن تُحوِّلوا فراشي إِلَى القِبلة، أنافع أمركم؛ قال نافع: نعم، فقال سعيد: إذا لم أكن على القبلة لا ينفعني توجيهكم فراشي إليها.
[وفِي رواية ابن سعد: ] قال نافع: قلت لمحمد بن سعيد: حَوِّل فراش أبيك إِلَى القبلة، فقال سعيد: لا تفعل؛ عليها وُلدت، وعليها أموت، وعليها أُبعث إن شاء الله.
وقال سعيد: لا تُؤذنوا أحدًا بي، ولا تضربوا عليَّ فُسطاطًا، ولا تتبعني نائحة ولا نار.