وهو من الطَّبقة الأولى من التابعين من أهل المدينة، وكان أبوه المُسَيّب يتَّجر فِي الزّيت، ولم يزل سعيد مهاجرًا لأبيه حتَّى مات.
ذكر طرف من أخبار سعيد:
[قد أثنى عليه العلماء، فقال ابن سعد: ] كان جامعًا، ثِقَة، كثير الحديث، ثبتًا، فقيهًا مفتيًا، مأمونًا، ورعًا، عاليًا، رفيعًا (?).
[وقال الموفق رحمه الله: ] كان يقال له: فقيه الفقهاء، وعالم العلماء الذين يؤخذ عنهم العلم بالمدينة، وهو سيّدهم، وهم سبعة، وفيهم يقول الشَّاعر [وقد جمعهم فِي بيت واحد: ] [من الطَّويل]
ألا كلُّ مَن لا يَقتدي بأئمةٍ ... فقِسمته ضِيزَى عن الحقِّ خارِجَهْ
فخُذْهم عُبيد الله عَروةُ قاسمٌ ... سعيدٌ سليمان أبو بكر خارِجَهْ (?)
[وقال الزُّبير بن بكار: ] لما مات العبادلة: ابن عمر، وابن عباس، وابن عمرو، وابن الزُّبير؛ صار الفقه فِي جميع البلدان إِلَى الموالي، فكان فقيه أهل مكة عطاء بن أبي رباح، وفقيه اليمن طاوس، وفقيه أهل خُراسان عطاء الخُرَاسَانِيّ، إلَّا المدينة فإن الله خصَّها بقُرشيّ، فكان فقيهها سعيد بن المسيّب غير مُدافَع (?).
[واختلفوا فِي مولده؛ فروى ابن سعد، عن الواقدي، عن أشياخه قال: ] ولد سعيد بعد أن استُخلف عمر - رضي الله عنه - بأربع سنين.
[وروى ابن سعد، عن الواقديّ أَيضًا أنَّه قال: حَدَّثني طلحة بن محمَّد بن سعيد بن المسيّب، عن أَبيه قال: ولد سعيد قبل موت عمر بسنتين.
قال الواقديّ: والذي رأيت عليه النَّاس أنَّه ولد لسنتين خلتا من خلافة عمر، قال: ويروى أنَّه سمع من عمر، ولم أر أهل العلم يصحّحون ذلك وإن كانوا قد رووه.] (?)