لنعم الفتى يَا معشرَ الأزْدِ أسْعَفَتْ ... رِكابُكمُ بالرَّكب شَرقيَّ مَنْقَبِ
عَدَلْنَ يمينًا عنهمُ رَمْلُ عالِجٍ ... وذات يمين القوم أعلامُ غُرَّبِ
بقومٍ همُ كانوا الملوكَ هَدَيتُهم ... بظَلْماءَ لم يُبْصَر بها ضَوءُ كوكبِ
تؤمُّ بهم من بعد عَشْرٍ ركابُنا ... سليمانَ من أهل النُّهى والمناقِبِ
من أبيات.
وسبب قول الكلبي هذا الشعر أنَّهم ساروا إليه، فسقطت عمامة يزيد، فقال له: ارجع فاطلبها لي، فقال: مثلي لا يؤمر بهذا، فأراد أن يُقَنِّعَه بالسوط، فانتسب له، فخجل يزيد منه وتركه.
وكتب الحجاج إِلَى الوليد: إن يزيد وإخوته اختانوا مال الله، وهربوا مني ولحقوا بسليمان، وكان الوليد قد خاف أن يقصدوا خراسان، ويفعلوا مثل فعل ابن الأشعث، وقد كان لهم بخراسان صنائع معروف عظيم، والناس يختارونهم، فلما بلغه وصولهم إِلَى سليمان هان عليه الأمر، وغضب للمال الذي عندهم.
وكتب سليمان إِلى الوليد: إن بني المهلب عندي، وقد أمّنتُهم، وإنما عليهم ثلاثة آلاف أَلْف درهم، وقد أغرمهم الحجاج ستة آلاف أَلْف، فإن كان قد بقي عليهم شيء فهو عندي.
فكتب إليه الوليد: لا أُؤمّنهم حتَّى تبعث بهم إِلَي، فكتب إليه سليمان: لئن بعثت بهم إليك لأجيئنّ معهم، فأَنشدُك الله أن تَخْفِر ذِمامي وتفضحني، فكتب إليه الوليد: والله لئن جئتَني لا أؤمنهم، فقال يزيد لسليمان: والله ما أُحبُّ أن أوقع بينكما عداوة، ويَتشاءم النَّاس بقدومنا عليك، فأبعث بنا إليه، وأرسل معنا ولدك، ولاطفه مهما تقدر عليه.
وكان الوليد قد قال: ابعث بهم إليّ فِي وَثاق، فبعث بهم سليمان مع ابنه أَيُّوب، وقال لابنه: إذا قربتم من الوليد فأدخل عليه أَنْتَ ويزيد فِي سلسلة، وكتب إليه سليمان:
بسم الله الرحمن الرَّحِيم، لعبد الله الوليد أمير المؤمنين من سليمان بن عبد الملك، سلام على أمير المُؤْمنين ورحمة الله وبركاته، أما بعد يَا أمير المُؤْمنين، فوالله إنِّي لأظن أنَّه لو استجار بي عدوٌّ قد جاهدك ونابذك أنك لا تَخْفِر جِواري ولا تُذلّ جاري، وما