والثاني: في سنة أربع وسبعين.

فأما القول الأول، فقال: حدثنا حفص بن عُمر البصري (?) عن أشياخه، وذكر حديث السَّهم، وأنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزعَ السهم وترك القُطبة؛ قال: فعاش رافعٌ حياةَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان، حتى إذا كان في خلافةِ معاوية؛ انتقضَ به ذلك الجُرْح، فمات منه بعد العصر، فأُتيَ ابنُ عمر، فأُخبرَ بموته، فترحَّم عليه وقال: إن مثلَ رافع لا يُخرَج حتى يُؤْذَن مَنْ حولَنا من القُرى. فلما أصبحوا خرجوا بجنازته، حتى إذا صُلِّيَ عليه؟ جاء ابنُ عمر، فقعدَ على رأس القبر، فصرخَتْ مولاةٌ لرافع، فقال ابن عمر: أما لهذه السفيهة -أو الحمقاء- أحد، ثم عادت، فقال: لا تُؤْذوا الشيخَ، فإنَّه لا طاقة له بعذاب الله (?).

[وفي رواية: ومعه امرأةٌ تندبُه، فقال ابن عمر: لا تعذِّبيه، فإن الميِّت يُعَذَّبُ ببكاء أهله عليه. فقال ابن عباس: إن الميِّتَ لا يعذَّبُ ببكاء الحيِّ عليه.

وهذه الرواية ذكرها ابن سعد، فقال: حدَّثنا يزيد بن هارون بإسناده عن يوسف بن ماهَك قال: رأيتُ ابنَ عمر أخذ بعمودَي جنازة رافع، فحمله على منكبيه يمشي بين يدي السرير، حتى انتهى إلى القبر. وقال ابن عُمر: إن الميِّت يعذَّب ببكاء الحيِّ عليه. فقال ابنُ عبَّاس: إن الميِّت لا يُعذَّبُ ببكاء الحيِّ عليه (?).

قلت: فإن صحَّت هذه الرواية؛ فقد مات رافع قبل السبعين؛ لأن ابنَ عبَّاس مات سنة ثمان وستين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015