ذكر مقتله:
قال هلال بن يِسَاف: لمَّا وُضع رأس المختار بين يدي ابنِ الزُّبير بمكة قال: ما حدَّثني كعبٌ بشيء أصبتُه في سلطاني إلا قد رأيتُه غير هذا، فإنَّه قال: يقتلُك رجل من ثَقِيف، وأُراني أنا الَّذي قتلتُه (?).
[وقال الواقدي: ] (?) وكان الحجَّاج يضربُ الكعبة بالمجانيق حتَّى هدم ناحية منها.
قال ابن ماهَك (?): رأيتُ المنجنيقُ يُرمى به نحو الكعبة، فرعدت السماء وبَرَقَت، وعلا صوت الرَّعد ولمعانُ البرق على الحجارة، فاشتمل عليها، فأعظمَ ذلك أهلُ الشام، وأمسكوا بأيديهم، فرفع الحجَّاج طرف قَبائه، فغرزَه في مِنْطَقَته، ورفعَ حجر المنجنيق بيده، فوضعه فيه، ثم قال: ارْمُوا. ورمى معهم، فجاءت صاعقة وصاعقة أخرى، فقتلَتْ من أصحابه ثلاثة عشر رجلًا (?)، فانكسر أهلُ الشام، فقال الحجاج: [يا أهل الشام] لا تُنكروا هذا، فإني ابنُ تِهامة، وهذه صواعقُ تِهامة، وهذا الفتحُ قد حضر، فأَبْشِرُوا [وإن الفتوح من علامتها الصواعق في جبال تهامة] إنَّ القوم يُصيبُهم مثلُ ما أصابكم.
فلما كان من الغد؛ جاءت صواعقُ، فقتلت من أصحاب ابن الزبير عِدَّة، فقال الحجاج: ألا ترون أنهم يصابون وهم على الخلاف [وأنتم تُصابون] وأنتم على الطاعة (?)؟ !
[وقال الهيثم: كان الحجَّاج يرمي بالمنجنيق ويقول لأهل الشام: ] لا يهولنَّكم حريقُ من احترقَ منكم، فإنَّ بني إسرائيل كانوا إذا قرَّبُوا قُربانًا فنزلت النارُ فأكلَتْه؛ علموا أنَّه قد تُقُبِّلَ منهم (?).