ابنَ الزُّبير وبني أمية مُحِلِّين، وإني لا أُحِلُّه أبدًا. قال الناس: بايع ابنَ الزُّبير. فقلت: وأين بهذا الأمر عنه؟ أمَّا أبوه فَحَواريُّ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمَّا جَدُّه فصاحبُ الغار، وأمَّا أمُّه فذاتُ النِّطاقين، وأمَّا خالتُه فأمُّ المؤمنين، وأما جدَّتُه فعمَّةُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. يريد صفية - رضي الله عنها -. ثم عفيفٌ في الإسلام، قارئٌ للقرآن، إنْ وَصَلُوني وَصَلُوني من قريب، وإن رَبُّوني ربَّني أكْفَاءٌ كرام، فآثرَ التُّوَيْتات والأُسَامَات والحُمَيدات (?). إنَّ ابنَ أبي العاص برزَ يمشي القُدَمِيَّة (?)، وإنَّه لَوَّى بذَنَبِه. يعني ابنَ الزُّبير (?).
ودخل ابنُ الزُّبير على معاوية، فأجلسه معه على سريره، فنظر إليه مروان متعجِّبًا، فأنشد معاوية:
نفسُ عصامٍ سوَّدَتْ عصاما (?)
ونازعَ ابنَ الزُّبير مروانُ عند معاوية في شيء، فمال معاويةُ مع مروان، فقال له ابنُ الزُّبير: يا معاوية، إنه لا طاعةَ لك علينا ما لم تُطع الله، فاتَّقِ الله، ولا تُطْرِقْ إطراق الأُفْعُوَان في أصول السَّخْبر (?).
وأوصى إلى عبد الله بن الزبير: أبوه الزبير - رضي الله عنه -، وحَكِيمُ بنُ حِزام، وعبدُ الله بنُ عامر بن كَرِيز، والأسودُ بنُ [أبي] البَخْتَرِيّ، وشيبة بنُ عثمان، والأسود بنُ عَوْف، وعبد الله بنُ مسعود، وعائشة - رضي الله عنها - (?).