الدنيا والآخرة! فأيُّهما المهتدي وأيُّهما الضالّ؟ ! فقالوا: رضينا بذلك إذ كان وَليَّنا ويلي أمورَنا، ونرضى (?) بهذا كما رضينا بذاك. فقالت الخوارج: لا والله، ولكنَّكم إخوانُ الشياطين، وأولياء الظالمين، وعَبيدُ الدنيا.
ولمَّا قدم خالد بنُ عبد الله بن أَسِيد البصرة؛ أقرَّ المُهَلَّبَ على خَراج الأهواز، وبعثَ المغيرةَ بنْ المُهَلَّب إلى إصطخر، وبعث مقاتلَ بن مِسْمَع على جيش، وألحقَه بأخيه عبد العزيز بن عبد الله، فخرجَ يطلبُ الأزارقة، وأقبلوا من كَرْمان، فالتَقَوْا على دَرَابْجِرْد (?)، فاقتَتَلُوا، فقُتل مالكُ بنُ مِسْمَع، وانهزمَ عبدُ العزيز، وأُسِرَت امرأتُه بنتُ المنذر بن الجارود، فنُوديَ عليها فيمن يزيد، فبلَغَتْ مئة ألف، وكانت جميلة، فقام رجل من قومها من رؤوس الخوارج يقال له: أبو حديد، فقال: تَنَحَّوْا عن هذه المشركة، فما أراها إلا قد فتنتكم. فضربَ عنقَها، وقدم البصرة بعد ذلك، فقال له أهل المنذر: ما ندري أنحمدُك أم نَذُمُّك! فقال: واللهِ ما فعلتُه إلا غَيرَةً وحَمِيَّة.
وجاء عبد العزيز أخو خالد، فنزل على رامَهُرْمُز (?)، وبلغ المُهَلَّبَ، فارسل شيخًا عاقلًا من فرسانه من الأَزْد إلى عبد العزيز يُشجِّعُه ويَعْذِرُه ويقول: ما زال الناسُ كذا، ويخبرُه أن الجيوش تأتيه عاجلًا.
فجاء الشيخ إليه، فوجده في ثلاثين فارسًا كئيبًا حزينًا، فأدَّى رسالة (?) المهلَّب، وعاد إلى المُهَلَّب، فأخبرَهُ خبرَه، فقال المُهَلَّبُ للشيخ: اذهب إلى البصرة إلى أخيه خالد، فأخْبِرْه بما رأيتَ. فقال الشيح: أنا آتي خالدًا فأُخبرُه بخبر أخيه! لا والله لا [آتيه]. فقال [المُهَلَّب]: والله لا يأتيه غيرُك. فقال: واللهِ لا آتيه. فقال المُهَلَّب: أما