فيستديرُ (?) البَخُور على الصخرة كلِّها، فتعبَقُ الرائحة، ثم تُرفع السُّتور، فتخرج تلك الرائحةُ حتَّى تملأ المدينةَ كلَّها، ثم يُنادي منادٍ: ألا إنَّ الصخرةَ قد فُتحت، فمن أرادَ الزيارة فليأتِ. فيُقبلُ الناسُ مبادِرين إليها، فيُصلُّون ويخرجون، فمن وُجدت منه رائحةُ البَخُور؛ قيل: هذا كان اليومَ في الصخرة.

وأبواب الصخرة أربعة على ما هي عليه اليوم، وعلى كلِّ باب عَشَرَةٌ من الحَجَبة، فالباب الشَّمالي سمِّي باب الجنَّة، والشرقيّ باب إسرافيل، والغربيّ باب جبريل، والقِبْليّ باب الأقصى، وكانوا يُسْرِجُونها بِدُهْنِ البَان (?)، ولا يدخلُها في غير أيام الزّيارة سوى الخُدَّام.

وكان للحرم عشرون بابًا وكان فيه ألفُ عمود من الرُّخام، وفي السُّقُوف ستون ألف خشبةً من السَّاج المنقوش، ومن القناديل خمسةُ آلاف قنديل، ولها أربع مئة سلسلة، في كل سلسلة ألفُ رطل بالشاميِّ، وذَرْعُ السلاسل ثلاثون (?) ألفَ ذراع.

وكان يُوقَدُ في الصخرة في كلِّ ليلة مئةُ شمعة، وكذا في الأقصى، وقيل: ألف [شمعة]، ويوقد في القناديل كل ليلة من دُهْن البَان والزَّيت المغسول قنطار.

وكان في الحرم من القِباب خمسون قُبَّة، ومن ألواح الرصاص سبعون ألف شَقَّة، وكان في الحرم ثلاث مئة خادم؛ اشْتُرُوا من بيت المال من الخُمس، كلما مات منهم واحد قام ولدُه ونسلُه مقامَه؛ يجري عليهم ذلك أبدًا ما تناسلوا، ويقبضون أرزاقهم من بيت المال شهرًا بشهر.

وكان فيه مئة صِهريج (?)، وكانت صفائح سطوح القُبَّة عوض الرصاص من الذهب، وكذا سقفُ الأقصى وعلى أبواب القُبَّة.

[قال الواقدي: ] وذلك لأنه لما كَمُل البناء؛ فَضَلَ من المال ثلاث مئة ألف دينار. وقيل: ست مئة ألف. فكتب رجاء بن حَيوَة ويزيد بن سلام يُخبرانه بما فَضَلَ من المال.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015