قال المصنف رحمه الله: وهذا وهم؛ لأنَّ عبد الملك دفن رأس مصعب مع جثَّته بمَسْكِن، ولم يدخل به الكوفة. [وإنما هذا من كلام عُبيد بن عُمير] (?).

واختلف الناسُ، هل دخل عبد الملك الكوفة أم لا؟ .

قال بعضهم: دخلها، وقال بعضهم: لم يدخلها، وأقام بمَسْكِن أربعين يومًا، ثم دخل الشام.

[قال الواقدي: ] ولما عاد عبد الملك في هذه السنة إلى الشام فتحَ قيساريَّة الساحل (?).

ذكر وصول خبر مصعب إلى أخيه عبد الله (?):

كان عبد الله بن أبي فَرْوَة عند مصعب بمنزلةٍ لم يصل إليها غيرُه، وكان ينتهي إلى رأيه، فلما قُتل مصعب هرب ابنُ أبي فَرْوة إلى مكة، فقال عبد الملك: مَنْ يَرُدُّه وله مئةُ ألف درهم. فسارَ خلفَه جماعةٌ، ففاتَهم، وقدمَ مكةَ على ابن الزُّبير، فقال: حدَّثْني كيف كان حديث (?) أخي مع عبد الملك؛ فقال: التقينا، فمال داودُ بن قَحْذَم براية بكر بن وائل، ومال فلان براية بني فلان .. حتَّى عدَّ الجميع.

قال: فلما رأيتُه قد بقي في رِقَّةٍ من الناس؛ أتيتُه بأفراس قد ضَمَّرْتُها مثل القِداح، فقلت له: ارْكَبْ والْحَقْ بمكة. فَدَثَّ (?) في صدري دَثَّةً، فقال: ليس أنا بالفارّ ولا العبد، وعلى الحياة العَفَاء. فبكى ابنُ الزُّبير [عند ذلك بكاءً شديدًا واسترجع] (?) وقام خطيبًا فقال:

الحمد لله الَّذي له الخَلْقُ والأمر، يؤتي المُلكَ مَنْ يشاء، وينزعُ الملكَ ممَّن يشاء، ويعزُّ مَنْ يشاء، ألا وإنَّه لم يُذلَّ اللهُ مَنْ كان الحقُّ معه وإن كان فردًا، ولم يُعزَّ من كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015