بهذا، ويفرِّقُ عنه رجاله وهو يقول:
وإنِّي على المكروه عند حضورِهِ ... أُكذِّبُ نفسي والجفونُ لها تُغْضِي
وما ذاك من ذُلٍّ ولكن حفيظةٌ ... أذُبُّ بها عند المكاره عن عرضي
وإني لآلِ الشَّرِّ بالشَّرِّ مَرْصَدٌ ... وإني لِذي سِلْمٍ أَذَلُّ من الأرضِ
فقال عبد الملك:
لقد أرْدَى الفوارسُ يومَ عبسٍ ... غلامًا غير منَّاعِ المتاعِ
ولا وقَّافةٍ والخيلُ تَعْدُو ... ولا خالٍ كأنبوب اليَراعِ (?)
وقال ابنُ ظَبْيان لما قُتل مصعب:
نُعاطي الملوكَ الحقَّ ما قَسَطُوا لنا ... وليس علينا قتلُهم بمحرَّمِ (?)
وقال عبد الملك بعد قتل مصعب: مَنْ أشجعُ العرب وأكرم العرب؟ فسكتوا. فقال: إنَّ أشجع العرب وأكرم العرب من جمعَ بين سُكينةَ بنت الحسين وعائشةَ بنت طلحةِ، وأمةِ الحميد بنت عبد الله بن عامر بن كَرِيز، وأمُّه رباب [بنت أُنيف الكلب] سيِّد ضاحية العرب، ووليَ العراق خمس سنين، فأصاب ألفَ ألف، وألفَ ألف، وألفَ ألف، ففرَّقَها في الناس، وأُعطِيَ الأمان على نفسه، فأبى، ومشى إلى الموت بسيفه، فقاتل حتى قُتل كريمًا، لا مَنْ يقطع الجسر مرةً ها هنا، ومرَّةً ها هنا (?).
[وحكى ابنُ سعد عن الواقدي قال: ] وقُتل مصعب يوم الخميس النصف من جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين. وكذا قال المدائني.
وقال ابن أبي حاتم: في سنة إحدى وسبعين. وقد حكى الطبري القولين.
وقيل: سِنُّهُ خمسٌ وثلاثون. وقيل: تسع وثلاثون. وقيل: أربعون. وقيل: خمس وأربعون.