الزُّبير أن يُخرجَ نَفْسَه من هذا الأمر، وأُخرجُ نفسي أيضًا، ونجعلُها بين المسلمين شورى. فقلت لأخيك، فقال: لستَ من هذا الأمر في شيء.
ذكر مقتله:
قد ذكرنا مكاتبة عبد الملك لأصحابه وما أشار به إبراهيم بن الأشتر من قتلهم أو حبسهم، وامتناع مصعب من ذلك.
والتقَوْا، فكان على مقدِّمة عبد الملك محمد بن مروان، وعلى ميمنته عبد الله بن يزيد بن معاوية، وعلى ميسرته خالد بن يزيد بن معاوية، وكان على ميسرة مصعب إبراهيم بن الأشتر، وعلى ميمنته قَطَن بن عبد الله الحارثي، وعلى الخيل عتَّاب بن وَرْقاء. والتقوا عند دعي الجاثليق بمَسْكِن.
قوله: عبد الله بن يزيد بن معاوية وهم، فإنَّ عبد الله بن يزيد قاتلَ يوم قُتل عَمرو بن سعيد، وهرب إلى مصعب، فقاتلَ معه هو وبنو عمرو بن سعيد حتى قُتل مصعب (?).
وكان عروة بن المغيرة بن شعبة مع مصعب، وكان عبد الملك في خمسين ألفًا، ومصعب بن الزبير في ثلاثين ألفًا.
قال عروة: نظر إليَّ مصعب وهو واقف على دابَّته يتصفَّحُ الناس يمينًا وشمالًا وقد خذله أهل الكوفة، فقال: يا عروة، أخبرني عن الحسين بن علي، كيفَ صنعَ بإبائه النزولَ على حكم ابن زياد، وعزمه على الحرب؟ ثم أنشد:
وإنَّ الأُلَى بالطَّفِّ من آل هاشمٍ ... تَأَسَّوْا فَسنُّوا للكرامِ التَّأَسِّيا
قال: فعلمتُ أنه لا يَرِيمُ حتى يُقتَل (?).
ثم التَقَوْا، فحمل إبراهيمُ بنُ الأشتر على محمد بن مروان, فأزاله عن موقفه، وقُتل جماعة من أعيان أهل الشام، وهرب عتَّابُ بنُ وَرْقاء، وكان على خيل مصعب, وحملَ ابنُ الأشتر, فغاص في أهل الشام فقتلوه, فقال مصعب لقَطَن بن عبد الله