واستعان ابنُ أبي حَدْرَد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مهر امرأته، فقال: "كم أصْدَقْتَها؟ " فقال: مئتي درهم. فقال: "لو كنتُم تغرفونه من بُطْحان ما زدتُم".
توفّي ابنُ أبي حَدْرَد سنة إحدى وسبعين وهو يومئذ ابنُ إحدى وثمانين سنة (?).
أسندَ الحديثَ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروى عن أبي بكر وعُمر، وعثمان، وأبي هريرة, - رضي الله عنه -.
قال الإمام أحمد - رضي الله عنه -: حدثنا يعقوب، حدَّثنا أبي، عن ابن إسحاق (?)، حدَّثني يزيد بن عبد الله بن قُسَيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حَدْرَد، عن أبيه عبد الله بن أبي حَدْرَد قال:
بعَثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى إضَم، فخرجتُ في نَفَرٍ من المسلمين؛ فيهم أبو قَتادة الحارث بنُ رِبْعيّ، ومُحَلِّم بن جَثَّامة بن قيس، حتى إذا كُنَّا ببطن إضم؛ مرَّ بنا عامر بن الأضْبط على قَعودٍ ومعه مُتَيِّعٌ وَوَطْبٌ من لَبَن (?)، فسلَّم علينا، فأمْسَكْنَا عنه، وحملَ عليه مَحَلِّم بنُ جَثَّامة، فقتلَه بشيءٍ كان بينه وبينه، وأخذ بعيرَه ومُتَيِّعَه.
فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أخبَرْناهُ الخَبَر، فنزلَ فينا قرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا} الآية [النساء: 94].
ومُحَلِّم هذا هو أخو الصَّعْب بن جَثَّامة، والصَّعْب من الطبقة الثالثة من المهاجرين، أسلم بين الخندق وفتح مكة (?).
قال شهر بن حَوْشَب: إنَّ الصَّعْبَ بن جَثَّامة وعوفَ بن مالك كانا مُتواخِيَين؛ قال صعب لعوف: أَي أُخَيّ (?)، أيُّنا ماتَ قبل صاحبه فليتراءَ له. قال: أويكون ذلك؟ !