وبين مَرْو ثمانيةُ فراسخ، فقاتلَه ابن خازم، فاجتمعَ عليه وكيع بنُ عُميرة القُرَيعي -وهو ابنُ الدَّوْرَقية- وبَحِير بنُ وَرْقاء، وعمَّارُ بنُ عبد العزيز الجُشَمي، فقتلُوه، وذَبَحَه وكيع، وجعلَ يقول قبل أن يذبحه: يا ثارات [ودُويلَة] أخ كان لوكيع من أمِّه قُتل في تلك الأيام.
قال وكيع: فتنخَّمَ ابنُ خازم في وجهي وقال: لعنكَ الله، تقتلُ كبشَ مُضَر لعِلْجٍ لا يُساوي كفًّا من تراب.
وبعث بُكير بن وشاح برأسه إلى عبد الملك.
ولما قُطع رأسُ ابنِ خازم أخذه بَحِيرُ بنُ وَرْقاء ليتقرَّب به إلى عبد الملك، فحمل عليه بُكير بن وشاح، فضربَه وأخَذَه، وحبس بَحِير مدَّة.
ولمَّا قُتل ابنُ خازم حملوه على بغل، فمال، فشدُّوا في مذاكيره حبلًا عَدَلُوه به، ودُفن جسدُه بنيسابور في رُسْدَاق جُوَين.
وقُتل سنة إحدى وسبعين، وقيل: سنةَ اثنتين وسبعين (?).
وكان ولدُه موسى شجاعًا فاتكًا؛ لمَّا قُتل أبوه؛ سار في مئة فارس إلى تِرْمذِ، فنزل ضيفًا عند ملكها، فقتله، ومَلَكَ تِرْمذ، فأقام واليًا عليها إلى سنة خمس وثمانين، وحكم على ما وراء النهر، حتى وليَ المفضَّل بن المهلَّب خُراسان، فجهَّز إليه جيشًا، فخرج إليهم، فظهر عليهم، فنزل رجل، فعرقب فرسَه، وقتلُوه في سنة خمس وثمانين (?).
من الطبقة الثالثة من المهاجرين، فأول مشاهدِه مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحديبية، ثم خيبر، وما بعدها (?).
وبعثه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى مالك بن عوف (?).