من أبيات (?).

وقال العُتبي: استعمل مروان بنُ الحَكَم رجلًا من قريش، يقال له: عَمرو (?)، على صدقات بني كعب، فأتاه المجنون فقال: أُحِبُّ أن أخرج معك، وأتجمَّلَ بك عند قومي. فقال: نعم. فقيل لعَمرو: إنَّ قَصْدَه أن يخرج معك إلى حيِّ ليلى، وقد استعدى عليه أهلُها السلطانَ فأهدرَ دَمَه إنْ جاءهم، فمنعَه عَمرو الخروجَ معه، وأعطاه قلائصَ من الصدقة، فأبَى أنْ يأخذها وقال:

ألا حُجِبَتْ ليلى وآلى أميرُها ... يمينًا عليه (?) جاهدًا لا أزُورُها

وإني لمَجلُوبٌ إلى الشَّوق كلَّما ... بدا ليَ من أعلام ليلى رُسُومُها (?)

وأوعدَني فيها رجالٌ أبوهُمُ ... أبي وأبوها خُشِّنَت لي صدورُها

على غير شيءٍ غيرَ أني أُحبُّها ... وأنَّ فؤادي عند ليلى أسيرُها (?)

بَكَيتُ فأنزفْتُ الدموعَ من البُكا ... فقد حُرِّقَتْ عيني وغُشِّي بصيرُها

فما رَحِمَتْ يوم التفرُّقِ عَبْرَتي ... وقد كاد يبكي رحمةً لي بعيرُها

وبعضُهم يروي في هذه الأبيات بيتًا آخر، وهو:

وكنتُ إذا ما جئتُ ليلى تَبَرْقَعَتْ ... وقد رابني عند الغَداةِ سُفُورُها (?)

وليس البيت للمجنون، إنما هو لتَوْبةَ بن الحُمَيِّر، وقد ذكرناه في ترجمته.

وقال ابن الكلبيّ: خرج في رُفقة، فمرُّوا بمفرق طُرُق، أحدُها يأخذُ إلى ناحية ليلى، وبين الطريق وبين حيِّ ليلى ليلة، فسألهم أن يسلكوا به تلك الطريق، فأبَوْا، فقال: لو ضلَّ بعيرُ أحدِكم؛ أما كنتُم تقفون عليه حتى يَنْشُدَ ضالَّتَه؟ ! ثم قال:

أَرُوحُ بِشَجْوٍ ثم أغْدُو بمثلهِ ... ويعتادُ نفسي أَنَّةٌ وزَفِيرُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015