ونحن نَفَينا مالكًا عن بلادِهِ ... ونحن فَقَأْنا عينَه بالنَّيازِكِ
ورجع عبدُ الملك إلى دمشق، وقدمَ مصعب البصرة، وأرسلَ فأحضرَ الذين خرجوا مع خالد، فسبَّهم ووبَّخهم، وقال لعُبيد الله بن أبي بَكْرَة: يا ابنَ مَسْرُوح (?)، إنَّما أنتَ ابنُ كلبةٍ تَعاوَرَتْها الكلاب، فجاءت بأحمر وأصفر وأسود، من كلِّ كلب بما يُشبهه، وإنَّما كان أبوك عبدًا نزل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حصن الطائف، ثم أقمتُم البيِّنة أن أبا سفيان زنى بأمِّكم. أما واللهِ لئن بقيتُ بكم لأُلحقنَّكم بنسبكم.
ثم قال لِحُمْران: يا ابنَ اليهودية، إنما أنتَ عِلْج نبطيّ سُبيتَ من عين التمر.
ثم قال للحَكَم بن المنذر بن الجارود: يا ابنَ الخبيث، أتدري مَنْ أنت ومَنْ أبوك؟ إنما كان عِلْجًا بجزيرة ابنِ كاوان فارسيًّا، فقطع إلى ساحل البحر، فانتمى إلى عبد القيس، وواللهِ ما أعرفُ حيًّا أكثرَ اشتمالًا على سَوْءَةٍ منكم، ثم أنكحَ أختَه المُكَعْبرَ الفارسيَّ، فأولاده منها.
ثم قال لعبد الله بن فَضَالة الزهراوي: ألستَ من هَجَر، ثم سَمَاهيج، واللهِ لأَرُدَّنَّك إلى نَسَبك.
ثم قال لعبد العزيز بن بشر بن حَنَّاط: يا ابنَ المشتور، ألم يسرق عمُّك عيرًا في عهد عمر، فأمر بقطعه؟ أما واللهِ ما أعيبُ (?) إلا من ينكح أختَك. وكانت أختُه تحت مُقاتل ابن مسمع.
ثم قال لعبد الله بن عثمان الثقفي: أَعَلَيَّ تمالئ (?)؟ ! إنَّما أبوك عِلْجٌ من أهل هَجَر لحق بالطائف، أما والله لأَرُدَّنَّك إلى أصلك.
ثم عدَّد لكلِّ واحد ممن خرج عليه أشياءَ من هذا الجنس، ثم ضرب كلَّ واحد منهم مئة جلدة، وحلق رؤوسَهم ولِحاهم، وهدمَ دورهم، وأقامَهم في الشمس ثلاثًا،