والتَقَوْا فاقتتلُوا، فقُتل منهم جماعة، وحجز بينهم الليلُ، ثم هجم الكوفة مرَّةً ثانية، وقاتل جيوشَ المصعب، ثم خرج إلى المدائن، فبعثَ مصععب إلى ابن رُوَيم عامل المدائن يأمرُه بقتاله. فخرج إليه ابنُ رُويم، فهزمه، وقال:

سَلُوا ابنَ رُوَيمٍ عن جِلادي وموقفي ... بإيوانِ كسرى لا أُوَلِّيهمُ ظهري

يلُوذون منِّي رَهْبةً ومخافةً ... لِواذًا كما لاذ الحمائم من صَقْرِ

من أبيات.

ثم لحق بعبد الملك بن مروان، فقال له: سِرْ إلى الكوفة حتَّى تلحقك الجيوش، فلما وصل إلى الأنبار؛ أرسل إلى الكوفة (?) يخبرُ قومه بقدومه، وكان فِي عشرة أنفس، والمصعب بالبصرة.

وبلغ القيسيَّةَ، فقالوا لعامل مصعب وهو الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة: ابعث معنا جيشًا لقتاله. فبعثَ معهم، فأتَوْا بغتةً فقاتلهم ساعةً، ثم غرقت فرسُه، فأُخِذَ وقُتل، وقُطع رأسُه، وبُعثَ به إلى الكوفة، ثم إلى البصرة.

وقيل: إنه هزم لمصعب فِي عام واحد أربعين جيشًا، وكان فِي ثلاث مئة، وكان جيعش مصعب يزيدُ على ألف. ولما التقى هذا الجيش كان معه عَشَرَةُ نفر.

وقيل: كان سبب قتله أنَّه هجا القبائل القيسية وغيرها، وبلغ زُفَر بن الحارث، فعتب على مصعب بسببه، فقتله رجل من القيسية يقال له: عباس (?).

ولعُبيد الله فيهم قصائد، منها:

ألم تَرَ قَيسًا قيسَ عَيلان بَرْقَعَتْ ... لِحاها وباعت نَبْلَها بالمغازلِ

وما زِلْتُ أرجو الأزْدَ حتَّى رأيتُها ... تُقَصِّرُ عن بُنيانها المتطاولِ

وبلغ زُفَر بنَ الحارث، فكتب إلى مصعب: أنا قد كفيتُك قتال ابنِ الزَّرْقاء، وابنُ الحُرِّ يهجو قيسًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015