[ذكر ذهاب بصره وخوفه وعبادته] (?):

و[حكى ابن سعد (?) أنَّه] لمَّا نزل الماء فِي عينيه؛ جاءه [هؤلاء] الذين يُنَقُّون الماءَ من العيون، فقالوا: أمْسِكْ عن الصلاة خمسةَ أيام ونحن نُبرئك. فقال: لا والله، ولا ركعةً واحدة، إني حُدِّثْث أنَّه من تركَ صلاةً واحدةً عامدًا؛ لَقِيَ اللهَ وهو عليه غضبان.

و[قال ابن سعد (?): ] كان يؤمُّ الناسَ وهو أعمى ويقول: كيف أؤُمُّكم وأنتُم تعدلونني إلى القبلة؟ !

[وقال هشام: ] وكان يقول [في بعض أوقاته التي يمرُّ فيها إلى الصلاة شعرًا] (?):

إنْ يأخذِ الله من عينيَّ نورَهما ... ففي لساني وقلبي منهما نُورُ

قلبي ذكيٌّ وعقلي غيرُ مُدَّخَلٍ ... وفي فمي صارمٌ كالسيف مأثورُ (?)

وقال عكرمة: كان فِي وجه ابن عباس خطان أسودان من البكاء.

[وفي رواية: كالشِّراكَين البالِيَين] (?).

وكان يسرُدُ الصوم (?)، ويقومُ الليل [ويبكي] ويكثر التسبيح.

قال أبو نُعيم بإسناده عن ابن بُريدة قال (?): شتمَ رجلٌ ابن عباس، فقال: إنك لَتشتمُني وفيَّ ثلاثُ خصال؛ إني لآتي على الآية من كتاب الله عزَّ وجلَّ، فَوَدِدْتُ أنَّ جميع الناس يعلمون منها ما أعلمُ، وإني لأسمعُ بالحاكم من حكَّام المسلمين يعدلُ فِي حكمه فأفرحُ، ولَعلّي لا أُقاضي إليه أبدًا، وإني لأسمعُ الغيثَ قد أصابَ بلدًا من بلاد المسلمين فأفرحُ، وما لي به من سائمة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015