وقال ابن سعد: ] (?) أدرك [عامرٌ] عمرَ بن الخطّاب.
وهو من الصدر الأول، ولكنه اشتغل بالعبادة عن الرواية.
وقال ابنُ سعد عن محمَّد بن واسع: كان عامرُ بنُ عبد الله يأخذ عطاءه من عمر ألفين، فلا يمرُّ به سائل إلا أعطاه، ثمَّ يأتي أهله، فيُلقيه إليهم، فيعدُّونه، فيجدونه ألفين، لم ينقص منه شيء (?).
وكان كعب الأحبار إذا رآه يقول: هذا راهب هذه الأمة (?).
وعامر من الثمانية الذين انتهى إليهم الزُّهد في الدنيا.
قال علقمة [بن مرثد]: كان عامر يصلي، فيتمثَّل له إبليس في صورة حيَّة، فيدخل من تحت قميصه فيخرج من جيبه، فما يمسُّه. فقيل له: أما تُنَحِّي عنك هذه الحيَّة؟ فيقول: إني لأستحي من الله أن أخاف شيئًا غيرَه. قيل له: فإن الجنَّة تُدركُ بدون هذا الذي تصنع، وإنَّ النار لتندفع بدون ذلك. فقال: واللهِ لأجتهدنَّ، فإن نجوتُ فبرحمة الله، وإن دخلتُ النار فبعد جهدي (?).
[قال: ] فلما احتُضر بكى، فقيل له: أجزعت من الموت؟ ! فقال: لا واللهِ [ما أبكي جزعًا من الموت، ولا حرصًا على دنياكم الفانية] ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام الليالي في الشتاء (?).
وكان يقول: إلهي، في الدنيا الهموم والأحزان، وفي الآخرة الحساب والعذاب، فأين الرَّوْحُ والفَرَح؟ (?)