وقال أبو مِخْنَف: قَتَلَ مصعبُ بنُ الزبير مع المختار سبعة آلاف أو ستة آلاف، فلما قدم مصعبٌ مكة التقاه عبد الله بن عمر (?)، فسلَّم عليه، فلم يردَّ عبدُ الله، فقال: أنا ابنُ أخيك مصعب. فقال: أنتَ الذي قتلتَ سبعة آلاف من أهل القبلة -أو ستة آلاف- يعترفون لله بالوحدانية على دمِ واحد؟ ! فقال: كانوا سَحَرةً أو كَفَرة (?). فقال له ابنُ عمر: واللهِ لو كانوا غَنَمًا من تراث أبيك الزُّبير لقد أتيتَ أمرًا عظيمًا، ولكان سَرَفًا.

وقال أبو مِخْنَف: وبعث مصعب عماله على السَّواد والجبال، وكتب إلى ابن الأشتر وهو بالجزيرة يدعوه إلى طاعته ويقول: لك الجزيرة والشام والمغرب، وكتب إليه عبدُ الملك يقول له: لك العراق. فاختار طاعةَ المصعب، فسار إليه. وقد ذكرناه (?).

وكان ابنُ الأشتر قد انحرفَ عن المختار، وأقام بالجزيرة حتى قُتل [المختار كما ذكرنا].

وليس للمختار رواية حديث، ولا صحبة.

وفيها قُتل

ناتلُ بنُ قيس بن زيد الجُذامي

وناتل: بنون، وتاء منقوطة بنقطتين من فوق، ولام.

وفد أبوه قيس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وكان ناتل سيِّد جُذام، وهو من أهل فلسطين، شهد صفّين مع معاوية، وكان فيها على لَخْم وجُذام.

وهو الذي وثب على فلسطين، [وأخرج منها حسان بن مالك بن بَحْدَل. وقد ذكرناه. وكان مع ابن الزُّبير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015