وكان قد قال المختار لأصحابه في القصر: إن نزلتُم على حكمهم قتلوكم بما لَهم عندكم من الثأر، فاخرجوا معي فموتوا كرامًا. فتأخَّرُوا عنه ونزلوا على الحكم، فقُتلوا وذُبحوا كالغنم (?).
وقال الهيثم: خرج المختار فنادى: يا ابن الزُّبير، يا عدوَّ الله وعدوَّ رسولِه وأهلِ بيته، تُعِينُ قَتَلَتَهُمْ وتقتلُ مَنْ أخذَ لهم بالثأر، يا أخا المُحِلّ، واللهِ لتُقتلَنَّ شَرَّ قِتْلَة. فحملُوا عليه بأجمعهم فقتلُوه.
وقال أبو مِخْنَف: قتلَه رجلان من بني حنيفة أخوان، أحدهما يُدعى طَرَفة، والآخر طرَّافًا (?) عند موضع الزيَّاتين اليوم.
وقَتَلَ المصعبُ جميعَ من كان في القصر، ومن كان من أصحاب المختار، وجاؤوا.
برأس المختار إلى مصعب وهو في القصر، فوضعوه بين يديه ورؤوسَ أصحابه، فقال بعض الحاضرين: كأني - واللهِ - برأس مصعب موضع هذا الرأس، ورؤوسِ أصحابه موضع رؤوسِ أصحابه، فكان كما قال.
وقيل: قتلَ المختارَ مولّى لبني عُطارد اسمه محمَّد بن عبد الرحمن (?).
وقال أبو مِخْنَف: ثمَّ إن المصعب أمرَ بقطع كفّ المختار، فقُطعت، ثمَّ سُمرت بمسمار في حائط المسجد، فلم يزل كذلك حتى قدم الحجاج بنُ يوسف الكوفةَ، فقال: ما هذه؟ قالوا: كفُّ المختار [فأمر بنزعها ودفنها (?).
وقال الواقدي: قُتل المختار] وهو ابنُ تسع (?) وستين سنة لأربع عشرة ليلةً خلت من رمضان (?).