قال ابنُ عساكر: وكان يُكنى أبا حفص، وكان يواجهُ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالعظائم؛ قال لعائذ بن عَمرو، إنما أنت من نُخالة (?) أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - (?).

وقال لزيد بن أرقم: أنت شيخ قد خرفت (?).

قلت: وقد أخرج أحمد في "المسند" (?) وغيرُه طرفًا من هذا، فقال: حدَّثنا يزيد بن هارون بإسناده عن الحسن قال: دخل عائذ بن عمرو على عُبيد الله بن زياد، فقال له: إني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "شَرُّ الرِّعاءِ الحُطَمة" فإيَّاك أن تكونَ منهم. فقال: اجلس، فإنَّما أنتَ من (?) نُخالة (?) أصحاب محمَّد - صلى الله عليه وسلم -. فقال: وهل كانت فيهم نُخَالة؟ ! إنما النُّخَالةُ بعدهم. أخرجه مسلم بمعناه (?).

وروى ابنُ عساكر عن الحسن قال (?): قدم علينا ابنُ زياد أميرًا على البصرة؛ أمَّره معاوية؛ غلامًا سفيهًا يسفك الدماء سفكًا شديدًا، وفينا عبد الله بنُ المُغفَّل المزني صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان عبد الله بن مُغَفّل من السبعة (?) الذين بعثهم عمر - رضي الله عنه - إلى أهل البصرة يفقّهونهم. فدخلَ على عُبيد الله بن زياد ذات يوم، فقال له: يا ابنَ زياد، انْتَهِ عمَّا أراك تصنع، فإنَّ شرّ الرِّعاءِ الحُطَمة. فقال له ابنُ زياد: ما أنتَ وذاك؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015