فلما خرج المختار يطلبُ بدم الحسين جاءه، فلما خرجَ ابنُ الأشتر إلى ابن زياد؛ وجَّهه معه، فجعله ابنُ الأشتر على خيل ربيعة، فقال لأصحابه: إني عاهدتُ اللهَ تعالى على كذا وكذا. فبايعه منهم ثلاث مئة على الموت، فلمَّا التَقَوْا حملَ على الكتائب، وثارَ العَجاج، فلما [انفرج الفريقان و] انفرجت عن الناس إذا به وبابن زياد قتيلان، ليس معهما (?) أحد.

والثالث: رجل من بكر بن وائل؛ ذكره المدائني قال: لما أُتيَ برأس الحسين إلى بين يدي ابنِ زياد؛ كان رجلٌ من بني بكر بن وائل حاضرًا عنده، فقال في نفسه: للهِ عليَّ إنْ أصَبتُ عشرةً من المسلمين خرجوا عليك يا ابن زياد لأخرجنَّ معهم. فلما قام المختار للطلب بدم الحسين، وسار ابنُ الأشتر إلى ابن زياد؛ خرج هذا الرجل راكبًا على فرس وبيده رمح وهو يقول:

وكلُّ عيشٍ قد أراه (?) فاسدا ... غيرَ مُقامِ الرُّمحِ في ظلِّ الفَرَسْ (?)

وكان ابنُ زياد قد عبَّأَ الخيل كراديس كراديس (?)، فحمل الرجلُ حتى خرق الصفوف إلى ابن زياد، وناداه: يا ابن زياد (?)، يا ملعون، يا خليفة الملعون. ثمَّ اطَّعَنا (?)، فإذا هما قتيلان.

وأصاب ابنُ الأشتر من عسكر أهل الشام من الغنائم ما لم يصبه سواه [لأنه رجع كاسبًا غانمًا].

ذكر طرف من أخبار ابن زياد:

قال علماء السير: كان جبَّارًا دعيًّا، فاسقًا متهتّكًا، لا يُبالي بما فعل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015