وسار نُعيم حتى أتى البصرة، فلام بني سعد، وقال: ما أردتُم إلا هلاك تميم كلها، فادْفَعُوا إليَّ ابنَ أختي. فتلاوموا ساعة، ثمَّ دفعوه إليه، فخرج فقدم به على مصعب، فقال له: يا ابنَ أخي، ما حملَك على ما صنعتَ؟ فحلف له عُبيد الله إنه ما أراد ذلك، ولا علم به حتى فعلوه، ولقد كان كارهًا له، فصدَّقه مصعب.

وأمر مصعب صاحب مقدّمته عبَّادًا الحَبَطيّ أن يسير إلى جمع المختار [فسار معه عُبيد الله بنُ علي، فنزلوا المذار، ونزل جيش المختار] (?) بإزائهم، فقُتل أصحابُ المختار في تلك الليلة (?)، فلم يُفلتْ منهم إلا الشَّريد (?)، [وقتل عُبيد الله بن علي بن أبي طالب في تلك الليلة]. وهذا قولُ ابن سعد (?).

وقال الهيثم: قتلَه المختار وهو لا يعرفه في المعركة، فمرَّ به المهلَّبُ بنُ أبي صُفْرة، فرآه مقتولًا، فاسترجع، وجاء إلى مصعب فأخبره، فقال: إنَّا لله، [قاتلَ اللهُ] مَنْ قَتَلَه. فقال: [ومن هو؟ قال: ] مَنْ زَعَم أنَّه شيعةٌ له. يعني المختار (?).

فصل: وفيها قُتل

عُبيد الله بنُ زياد

قد ذكرنا مسير إبراهيم بن الأشتر إلى لقائه، فذكر هشام عن أبي مِخْنَف عن أشياخه قالوا: سار ابنُ الأشتر مُجِدًّا يريد ابنَ زياد قبل أن يدخلَ أرض العراق، فالتقيا على النهر الذي يقال له: الخازِر، عند قرية يقال لها: بازيتا (?)؛ بينها وبين مدينة الموصل خمسة فراسخ، وجعل ابنُ الأشتر على مقدمته الطُّفيلَ بنَ لَقِيط النَّخَعيّ، وكان شجاعًا، وسار على تعبئة، وضمَّ رجاله إليه، ونزلَ على القرية المسمَّاة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015