قال ابن سعد (?): وكان خطيبًا عفيفًا، وكان فيه سواد؛ لأنَّ أمَّه كانت سوداء حبشية نصرانية، فماتت فشهد القُباع جنازتها وأعيانُ أهل البصرة، فكانوا ناحية، وجاء أهل دينها فوَلُوها، وكانوا على حِدَة (?).

وعزلَه ابنُ الزُّبير عنهم بعد أن أقام واليًا سنةً، واستعمل مكانه المصعب بنَ الزُّبير.

وذكر ابنُ سعد له أولادًا، ولم يذكر تاريخ وفاته (?).

وذكره غير ابن سعد، فقال البلاذُري (?): اسم أمِّ القُباع سيح؛ صادَتْ طيرًا من حمام مكة، فأكلَتْه، وسنذكره في ترجمة ابن الزبير.

وقال أبو عبيدة وحكاه ابنُ عساكر: والقُباع [أخو عمر] بن أبي ربيعة الشاعر (?). ويقال لأبي ربيعة: ذو الرُّمحين، وأمُّ القُباع بنتُ أبرهة من الحبشة، سباها أبوه عبد الله بنُ أبي ربيعة -وكان عاملَ عثمان بن عفَّان على اليمن- وكانت نصرانية، ولم يعلم القُباع بها، فلما توفّيت جاء القُباع، فجلس على باب دارها ومعه أشرافُ أهل البصرة وهم جلوس ينتظرون جنازتها، فخرجت إليه مولاة له فقالت: قد وجدنا على رقبة أمِّك صليبًا حين جرَّدناها للغَسْل. فقام قائمًا وقال: أيها الناس، انصرفوا رحمكم الله، فإنَّ لها أهلَ مِلَّةٍ هم أولى بها منكم. فانصرف الحارث، وعظُم في عيون الناس، وكان في الجمع جماعةٌ من الصحابة، فقال بعضهم: لقد ساد هذا الفتى أهلَ زمانه (?).

وقال خليفة (?): أقام المصعب بن الزبير بالكوفة نحوًا من سنتين، ثمَّ انحدر إلى البصرة، واستخلفَ القُباع، ثمَّ رجع مصعب إلى الكوفة فقتل بعد ما أقام بها (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015