وابن جُبير، والنَّخَعي، وربيعة، والثوري، والشعبي، ومالك في رواية عنه وعن أَحْمد، وفي الرواية الأخرى عن مالك وأَحمد أنَّه ينقض، وهو قول عائشة، وابن عمر، وأبان بن عثمان، وعطاء، وأبي العالية، وعروة بن الزُّبير، والزُّهري، والشافعي. وعلى هذا الخلاف في مسّ الدّبُر، واحتجوا بحديث بُسرة بنت صفوان. وفي رواية: "وأيّما امرأة مَسَّتْ فرجَها فلتتوضأ". والله أعلم] (?).

السنة السادسة والستون

فيها أُطلق المختار من السجن، وثار لطلب الثأر من قتلة الحسين - عليه السلام -.

وقد ذكرنا (?) أنَّ التَّوَّابين لما قدموا من عين وَرْدَة ونزلوا الكوفة؛ كتبَ إليهم المختار من السجن يُعزِّيهم في سليمان بن صُرَد ويقول: أنا صاحبُ الطلب بثأر أهل البيت.

وكان عبد الله بن خَطْمي وإبراهيم بن محمَّد بن طلحة قد حبساه، وكان يكاتبُ الشيعة من الحبس ويكاتبونه، ومالوا إليه بعد سليمان بن صُرد، وبعثوا إليه، ورأسُهم (?) رِفاعة بن شدَّاد أحد الأمراء الذين تقدَّم ذكرهم.

ورِفاعة هو الذي قدم بمن بقيَ من جيش التَّوَّابين، وكان معه رؤوس الشيعة، فأرسلوا إلى المختار: إنْ شئتَ سِرْنا إليك فأخرجناك من السجن؛ فعلنا. فأرسلَ إليهم مع رسولهم عبد الله بن كامل: ما أُريد هذا، وأنا خارجٌ في هذه الأيام.

قال هشام في روايته عن أبي مِخْنَف قال: وكان المختار قد بعث غلامًا إلى مكة إلى ابن عُمر -واسم الغلام زِرْبِيّ (?) - وكتب معه كتابًا يقول: إنِّي حُبستُ ظلمًا. وسأله أن يكتبَ إلى عبد الله بن يزيد الخَطْمي وإلى إبراهيم يشفع إليهما في إطلاقه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015