وأما داود بن مروان؛ فولدَ سليمانَ وكان أعورَ، وتزوَّج (?) فاطمة بنت عبد الملك (?) بعد وفاة عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه -.
وأما محمَّد بن مروان؛ فكان أشجعَ بني مروان، وأحسنَهم خَلْقًا وخُلُقًا، وكنيتُه أبو عبد الرَّحْمَن، وكان عبد الملك يحسدُه على شجاعته، ويحبُّ أن يضع منه، وهو الذي قتل مصعبَ بن الزُّبير وإبراهيم بن الأشتر، فازداد عبد الملك له حسدًا، وفيه يقول الشَّاعر:
جمعَ ابنُ مروانَ الأغرُّ محمَّدٌ ... ما بين أشْتَرِهِمْ وبين المصعبِ
ولما تبيَّن لمحمد حَسَدُ عبد الملك له، عزمَ على قصد أرمينية، وكان واليًا عليها (?)، فدخل على أخيه عبد الملك مودّعًا له وهو يقول:
فإنَّك لن تَرَى طَرْدًا لِحُرٍّ ... كإلصاقٍ به طَرَفَ الهوانِ
ولو كنَّا بمنزلةٍ جميعًا ... جريتَ وأنت مضطربُ العِنانِ
فرقَّ له عبدُ الملك وقال: أقسمتُ عليك بالله يَا أخي إلَّا أقمتَ، فواللهِ لا رأيتَ منِّي مكروهًا بعدَها. وولَّاه الجزيرة والموصل مضافًا إلى أرمينية (?).
فولد محمَّد بنُ مروان يزيدَ بنَ محمَّد، وأمُّه أمُّ يزيد بنتُ عبد الله (?) بن شيبة بن ربيعة، وعبدَ الرَّحْمَن، وأمّه أمُّ جميل من ولد عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، ومروانَ، وأمُّه كرديَّة؛ أخذها [أبوه] محمَّد من عسكر ابن الأشتر، فيُقال: إنه لمَّا أخذها كانت حاملًا بمروان، فوُلد على فراش محمَّد، ومروان هذا هو الجعدي آخرُ خلفاء بني أمية.