فكتب إليه القُباع: أمَّا بعد، فقد وصلَني كتابُك يا أخا الأزد تذكرُ فيه نصر الله إيَّاك وظَفَرك بالقوم، فهنيئًا لك يا أخا الأزد بشرف الدنيا وعزِّها وثواب الآخرة، والسلام عليك.
فلما قرأ المهلَّب كتابَه ضحك ثم قال: أتُراه ما يعرفني إلا بأخي الأزد؟ ما أهل مكة إلا أعراب (?)!
وكان الوقعة بينهم بمكان يقال له: سِلَّى وسِلِّبْرَى (?) في ثلاثين ألفًا، والخوارج في اثني عشر ألفًا، فقتل من الخوارج تسعة آلاف (?)، وانهزم الباقون.
وفيها ولَّى مروان ابنَه محمدًا الجزيرة (?).
وفيها عزل عبد الله بنُ الزبير عبدَ الله بن يزيد الخَطْميّ عن الكوفة، وولَّاها أخاه مصعبًا.
وكان سببُ عزله أنَّه خطبَ الناس، فقال: قد رأيتُم ما صنع اللهُ بقوم ثمود في ناقة (?) قيمتُها خمس مئة درهم. فسمِّي مقوِّمَ الناقة. وبلغ ابنَ الزبير، فقال: إنَّ هذا لهو التكلُّف.
وفيها خالفَ مَنْ كان بخُراسان من بني تميم عبدَ الله بنَ خازم.
وسببُه أن بني تميم أعانوه على من كان بها من ربيعة حتى صفت له خُراسان، فجفاهم بعد ذلك، فحاربوه، وجرت بينهم حروبٌ كثيرة (?).
وفيها مات مروان بن الحكم، وولِيَ ابنُه عبدُ الملك (?).