فما مضت الثلاث حتى اجتمع رأيُه على نقضها، فتحاماه الناس خوفًا أن ينزلَ عليهم من السماء أمر.

ثم صَعِدَه رجلٌ، فألقى منه (?) حجرًا، فلما رأى الناس أنه لم يصبه [شيء] تتابعوا على نقضه، فنقضوه حتى بلغوا به الأرض.

ثم حفر الأساس، فوجدوا أصلًا بالحِجْر مشبَّكًا كأصابع (?) اليدين، فدعا عبد الله بن الزبير خمسين رجلًا من قريش وأشْهَدَهم على ذلك، وجعل الحَجَر في تابوت في سَرَقَةٍ (?) من حرير، ثم بني البيت، وأدخل الحِجْرَ فيه، وجعلَ للكعبة بابين موضوعين بالأرض، بابٌ يُدخل منه، وبابٌ يُخرج منه بإزائه (?)، وقال: إن عائشةَ حدَّثَتْني أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لها: "إنْ أرادَ قومُك أن يَبْنُوا البيتَ على ما كان عليه على عهد إبراهيم فليفعلوا" (?).

قال: فأرَتْني عائشةُ الذي أراها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكان عندي مذروعًا حتى وليتُ هذا الأمر، فلم أعْدُ به ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فرأى الناس يومئذ أنه قد أصاب حتى بلغ موضع الركن الأسود؛ فوضعه بيده، وشدَّه بفضَّة؛ لأنه كان قد انصدع، ثم ردَّ الكعبة على بنائها، فجعلها سبعة وعشرين ذراعًا، ولطَّخَ جُدُرَها بالمسك، وسَتَرَها بالديباج.

ثم اعتمر من خيمة حمامة (?)، وهي عند مساجد عائشة رضوان الله عليها، ثم طاف بالبيت وصلَّى وسعى.

ولمَّا ألحقها بالأرض جعل أعمدةً، فستر عليها ستورًا حتى ارتفع البناء (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015