وقد أخْلفَتْنا كلَّ ما وعدَتْ بهِ ... وواللهِ ما أخلفتُها عامدًا وَعْدا

فقلتُ مجيبًا للرسول الذي أتى ... تُراه -لكَ الويلاتُ- مِنْ قولِها جِدَّا

إذا جئتَها فاقْرَ السلامَ وقُلْ لها ... دَعِي الجَوْرَ ليلى واسْلُكي مَنْهجًا قصْدا

أفي مُكْثِنا عنكم ليالٍ مَرِضْتُها ... تَزِيدِينَني ليلى على مرضي جُهْدا

تَعُدِّينَ ذنبًا واحدًا ما جنَيتُهُ ... عليَّ وما أُحصي ذنوبَكُمُ عَدَّا

فإن شئْتِ حرَّمتُ النِّساء سواكُمُ ... وإنْ شْئْتِ لم أطعم نُقاخًا (?) ولا بَرْدا (?)

وخطب الحارثُ في مَقدَمِهِ دمشق عَمْرةَ بنت النعمان بن بشير الأنصاري، فقالت:

كُهولُ دمشقَ وشُبَّانها ... أحبُّ إليَّ من الجالِيَهْ (?)

لهم ذَفَرٌ كصُنانِ التُّيُو ... سِ أَعْيَا على المِسْكِ والغَاليَهْ

وبلغ الحارث فقال:

ساكناتُ العقيقِ أشهى إلى النَّفـ ... ـسِ من الساكناتِ دورَ دمشقِ

يتضوَّعْنَ إنْ تطيَّبْنَ بِالمِسْـ ... ـكِ صُنانًا كأنّه ويحُ مَرْقِ (?)

وتزوَّج الحارثُ أمَّ عبد الملك بنتَ عبد الله بن خالد بن أَسِيد -وهي أمُّ عمران ومحمد ابنَي عبد الله بن مطيع- وقال فيها:

يا أمَّ عمران ما زالت وما بَرحَتْ ... بنا الصَبابةُ حتى مسَّنا الشَّفَقُ

القلبُ تاقَ إليكم كي يُلاقِيكُم ... كما يتُوقُ إلى مَنْجاتِهِ الغَرِقُ

تُؤتيك شيئًا قليلًا وهي خائفةٌ ... كما يمسُّ الحيَّةِ الفَرِقُ

وأنشد رجلٌ هذه الأبيات وعمران [بن عبد الله] بن مطيع جالس، فذكر مجلس عمران، فاستحيا، فقطع البيت الآخِر، فقال له عمران: لا بأس عليك، فإنها كانت زوجتَه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015