وأما قولك: إني كنتُ يوم صِفِّين عليك؛ فلو لم أفعلْه لكنت شرَّ الناس.

وأما قولك: إني خذلتُ عثمان؛ فقد علمتَ أنه ولَّاني الموسم في العام الذي حُصر فيه، ولم أشهد قتلَه، على أنه قد خَذَله من كان أقربَ إليه منِّي. يشير إلى معاوية.

وأما قولك عن عائشة؛ فإن الله أمرَها بالقَرار في بيتها، وأن تحتجب في سِتْرها، فلما خالفَتِ الأمر وَسِعَنا ما كان منا إليها.

وأما نفي زياد عنك؛ فإنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك بقوله: "الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر" (?) وأنتَ عكستَ ذلك.

وقال معاوية يومًا في مجلسه: مَنْ أفصحُ الناس؟ فقامَ رجل فقال: قوم تَيامَنُوا عن طُمْطُمانِيَّةِ حِمْيَر، وتَياسَرُوا [عن] كَسْكَسَةِ بكر، وليس فيهم غَمْغَمة قُضاعة (?). قال: مَنْ هم؟ قال: قومُك قريش. قال: صدقت، فممَّن أنت؟ قال: من جَرْم. قال (?): جَرْمٌ أفصحُ الناس.

ولما بلغ معاويةُ السبعين كان يقول: ما من شيءٍ كنتُ أستلذُّه مع الشباب فأجده اليوم كما أُحبُّ إلا الحديث الحسن.

ثم قال:

مَنْ عاش أخْلَقَتِ الأيامُ جِدَّتَهُ ... وخانَه ثقتاه المسمعُ والبصرُ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015