[قال أبو معشر: ] وبُويع له بالخلافة سنة إحدى وأربعين في جمادى الأولى، وتوفي في رجب سنة ستين، وكانت خلافتُه تسعَ عشرةَ سنةً وثلاثةَ أشهر (?).
وقيل: وسبعة وعشرين يومًا.
وقيل: تسع عشرة سنة إلا أيامًا.
ولما وقف عبد الملك على قبره أنشد:
هل الدهرُ والأيامُ إلا كما ترى ... رَزِّيةُ مالٍ أو فِراقُ حبيبِ (?)
[قال أبو اليقظان: ] لما مات معاوية كان يزيد بحُوَّارِين ونواحي ذَنَبَةَ والماطِرُونِ (?) مشغولًا بلهوه وصيده، فكتب إليه الضَّحَّاك بن قيس يحثُّه على القدوم، ويخبره بمرض أبيه، فلما قرأ الكتاب قال:
جاء البريدُ بقِرْطاس يَخُبُّ بِهِ ... فأوْجَس القلبُ من قِرطاسه فَزَعا
قلنا لك الويلُ ماذا في صحيفتكُمْ ... قال (?): الخليفةُ أمسى مُثْبَتًا وَجِعا
فمادَتِ الأرضُ أو كادَتْ تميدُ بنا ... كأنَّ أعْيَنَ (?) من أركانها (?) انقطعا (?)
مَنْ لا تَزَلْ نفسُه توفي على تَلَفٍ (?) ... تُوشِكْ مقاليدُ تلك النفسِ أنْ تقعا