صفوان الجُمحي إلى أُنيس من قِبَل ذي طُوى -وكان قد اجتمع إلى [ابن] صفوان قومٌ ممن نزلَ حول مكة- فقاتَلُوا أُنيس بنَ عمرو فانهزمَ، وأقبلَ عَمرو بنُ الزُّبير، فقاتله جماعةٌ من أصحاب عبدِ الله، فهزمُوه، وتفرَّق عنه أصحابُه، فدخل دارَ علقمةَ، فأتاه عُبيدة بن الزُّبير، فأجارَه، وجاء إلى أخيه عبدِ الله فقال: قد أجَرْتُ عَمرًا. فقال له ابنُ الزُّبير: أتُجِيرُ من حقوق الله؟ هذا ما لا يصلح (?).

وروى الواقدي هذه القصة من طريق آخر عن أبي الجَهْم قال: بعثَ يزيد بن معاوية جامعةً من فضَّة، فيها سلسلة من فضَّة، وقال لعمرو بن سعيد: قد حلفتُ لا أقبلُ بيعةَ ابنِ الزبير حتى تجعلَ هذه في عنقه ويُؤتى به إليّ. فلما مرُّوا بهما في المدينة قال مروان متمثّلًا ببيت من شعر العبَّاس بن مِرْداس السّلمي:

فخُذْها فليسَتْ للعزيزِ بخُطَّةٍ ... وفيها مقالٌ لامْرِئٍ مُتَذَلِّلِ (?)

وقبله بيتٌ آخر، وهو:

أعامرُ إنَّ القومَ ساموكَ خُطَّةً ... ومالكَ في الجيران عنها بمعدلِ (?)

ووصل البريد إلى ابن الزُّبير (?)، فقال: قبَّح اللهُ يزيد الصُّيود، يزيد القُرود والخمور.

وبلَغَه شعرُ مروان، فقال: واللهِ لا كنتُ أنا ذلك المُتَذَلِّل، ارْجعْ إلى من بَعَثَك خاسرًا، لا وَفَى اللهُ بنذره. فقال أبو دَهْبَل الجُمَحِيّ (?):

طور بواسطة نورين ميديا © 2015